الدهون مفيدة.. لكن احذر من تراكمها حول البطن. اقرأ
تحتاج أجسامنا إلى الدهون كمصدر للطاقة ولحماية الأعضاء الداخلية وبعض الوظائف الأخرى، لكنّ تراكمها في أماكن معينة دون غيرها يقلب السحر على الساحر! إذ ترتبط الدهون الداخلية المحيطة بالأحشاء في داخل البطن -“الدهون الحشوية” – بمقاومة أجسامنا للإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني، كما أنّها تزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات وأمراض القلب، فضلًا عن بعض أنواع السرطانات.
لم يتمكّن العلماء حتى الآن من معرفة الآلية التي تزيد من خلالها “الدهون الحشوية” من مقاومة الإنسولين وبالتالي ارتفاع مستوى السكر في الدم. تدور إحدى النظريات حول ضعف حساسية الكبد والعضلات – حيث يخزّن الجسم الفائض من السكر على شكل مركب معقد يدعى الغلايكوجين- للإنسولين نظرًا لارتفاع مستوى الأحماض الدهنية في الدورة الدموية بسبب تراكم الدهون داخل الجسم (الأحشاء).
يرى فريدريك كاربي أستاذ طب الأيض (التمثيل الغذائي) في مركز أكسفورد للسكري والغدد الصماء والأيض أنّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ استقلاب “الدهون الحشوية” أكثر ديناميكية من غيرها من الدهون، فإذا لم تتناول الطعام سيبدأ الجسم باستهلاكها لاستخلاص الطاقة قبل غيرها من الدهون، بينما تتراكم الدهون ببطء في منطقتي الأرجل والأرداف وكذلك يتمّ التخلص منها ببطء. يُعزى هذا إلى تطوّر نمط الحياة، إذ تُشكّل الدهون الحشوية مصدرًا كبيرًا للطاقة يمكن الاستفادة منه عندما نكون في حاجة ماسّة، أمّا الآن مع نمط الحياة الذي نركن فيه إلى قلة الحركة وتناول كميات أكبر من الطعام، أصبحت “الدهون الحشوية” مصدرًا لتسرُّب الأحماض الدهنية بغض النظر عن حاجتنا للطاقة من عدمها. كما يحذّر كاربي من أنّ خطرها لا يقتصر على السكري بل يتعدّاه إلى اضطرابات النوم نتيجة لضغط الدهون على الرئتين عند الاستلقاء.
ربما تكون الدهون الحشوية خطيرة لكنّ من السهل التخلّص منها، فهي أكثر الدهون ديناميكية كما ذكرنا آنفًا. ما عليك إلّا أن تُقلّل من كميات الطعام التي تتناولها، وتمارس المزيد من التمارين الرياضية –نصف ساعة يوميًا على الأقل. أي أن يكون استهلاك الطاقة أكبر من تخزينها!
لتعلم إن كان “بطنك” مصدر قلق أم لا، قم بقياس محيط خصرك ومحيط الأرداف، واقسم الأرقام التي تحصل عليها، فإن كان ناتج القسمة أكبر من 1 للرجال أو 0.85 للنساء، فاعلم أن لديك من الدهون أكثر مما تحتاج. ولتبتعد عن “تمارين المعدة” إذ أنّها ستجعل عضلات البطن تحافظ على االدهون هناك، فقط ابذل مزيدًا من الجهد.