الدنانير في يد الكبير
محمد أبو بكر المعداني
لا شك أن يد الصديق الكبير كبيرة وطويلة وخفيفة .. امتدت إلى خزينة مصرف ليبيا المركزي بكل حرفية واحكمت قبضتها عليها بكل قوة واستحوذت على ما تكتنزه من كنوز .. كافة السادة أصحاب الفخامة بالمجلس الرئاسي والحكومة والبرلمان ومجلس الدولة لم تستطع أياديهم المرتعشة أن (اتفك) منها مفاتيح الخزينة ولم تقوى على قطعها بقوة القانون .. البعض منهم تمسكوا بالصديق الكبير محافظاً لمصرف ليبيا المركزي بالرغم من قناعتهم بعدم محافظته على ثروة الليبيين وفشله الذريع في إدارة أموالهم .. هذا ما أكده النائب الشجاع (بوبكر الخمسي) في مداخلته مع برنامج الحدث .. بدعمهم له والدفاع عنه أرادوا أن يبرهنوا صحة المقولة الخالدة (اليد اللي ما تقدر تقطعها حبها) فقبلوها بإذلال وبذلك تمكنوا من جعل يد الصديق الكبير المغلولة إلى عنقه مع الشعب الليبي مبسوطة كل البسط معهم .. تمنحهم فرصة الثراء العاجل وتوقع لهم ولذويهم الاعتمادات المتعلقة بأستيراد قوت المواطن بملايين الدولارات وما يجنيه راقد الريح هو حاويات تهبها الريح.
العديد من شركات استيراد المواد الغذائية والطبية التي تحصلت على اعتمادات مستندية من مصرف ليبيا المركزي بملايين الدولارات بسعر الصرف الرسمي أثبت ديوان المحاسبة تورطها في المتاجرة بالعملة الأجنبية وتهريبها إلى خارج البلاد بعد أن استوردت لنا حاويات إما فارغة تماماً أو مليئة بحبوب (الترامادول) وألعاب (الخط ولوح).
لا شك أن هذا قمة الاحتيال على الليبيين وإهدار ثرواتهم والاستخفاف بهم ولا شك أن كل من أجاز وسهل لهم هذا العمل يعتبر شريكاً معهم في تلك الجرائم الشنعاء التي ترتكب في حق الشعب الليبي .. ومن المؤكد أن يد السيد المحافظ هي من تفرض هيمنتها على مصرف ليبيا المركزي والشلة المارقة المرتشية التي تعمل بالمصرف وتقوم بإساءة استعمال سلطاتهم الوظيفيه للأضرار بمصالح الدولة واستنزاف احتياطياتها وتمنح الاعتمادات وتصرف الصكوك لشركات وهمية دون أن تضع عليها ضوابط وقيود وتتأكد من مصداقيتها هم مجرد (صبيان) لدى المعلم الكبير الذي شعرنا بالإذلال بعد أن أصبحت الدنانير في يده.
بنغازي ..3/12/2017م