مؤشرات التصعيد تتوالى.. الدبيبة يرفض قرارات البرلمان ويتمسك بالسلطة
قال رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، في كلمة مصورة له بُثت مساء اليوم الثلاثاء، إنه لن يسمح بمراحل انتقالية جديدة، وإن حكومته لن تتراجع عن أداء الدور الذي كلفت به إلى حين تحقيق الانتخابات، مؤكداً أن حكومة الوحدة مستمرة في أداء عملها إلى حين تسليم السلطة لجسم منتخب، ومتهماً “الطبقة السياسية المهيمنة على البلاد طيلة السنوات الماضية، بأنها تجر البلاد إلى مربع الانقسام والفوضى من جديد”، مستنكراً محاولاتهم للتمديد لأنفسهم دون النظر إلى رغبات الشعب الليبي، “والذي سئم من استمرارهم في مناصبهم لعدة سنوات”، حسب تعبيره.
ووصف الدبيبة الوضع الليبي في ظل حكومته بالبعيد عن الحروب والاقتتال، مؤكداً أن حكومته تعمل على التنمية والمشاريع وتحسين الخدمات، وأن الحديث عن الحروب أصبح في الماضي خلال عهده.
وأشار الدبيبة إلى عدم اكتراثه لما تخطط له “الطبقة السياسية المهيمنة” كما وصفها، والتي لا هم لها سوى التزوير والتشويش والتمديد لنفسها على حساب الليبيين، حسب ما وصف، متهماً إياهم بإصدار القوانين دون نصاب أو لوائح، ومتحدياً سياسيي تلك “الطبقة” بإعادة فتح المحكمة الدستورية التي أقفلوها كي يستمروا بإصدار القرارات دون رقيب أو حسيب، حسب قوله.
ووصف الدبيبة قرار “النواب” بسحب الثقة من حكومته بأنه تزوير من قلة قليلة في البرلمان، وطالب “النواب” بعرض التصويت على الهواء مباشرة لتأكيد صحته.
كما وصف محاولات تشكيل حكومة جديدة بأنها ستنتج حكومة موازية هدفها المال والمناصب، وأن أنصار تشكيل هذه الحكومة تحالفوا فيما بينهم من أجل مصالحهم بعد أن كانوا يدعون العداء من قبل على الشاشات وفي الإعلام، واصفاً تحالف “العسكر والإخوان” بأنه تحالف من أجل السلطة والمال سرق حلم مليونين ونصف مليون ناخب.
وأشار الدبيبة إلى استعداده “لإعادة النظر في ترشحه للانتخابات الرئاسية في حال كان ذلك لمصلحة شعبه ووطنه، وفي حال تعهد باقي المترشحين باتخاذ نفس القرار”.
ووصف الدبيبة خارطة الطريق التي يعمل “النواب” على وضعها بأنها مجرد بيع أوهام يحاولون من خلالها التمديد لأنفسهم، لسنة ونصف أو لسنتين، مشيراً إلى أنه شرع في عقد مشاورات واسعة لوضع خطة عمل دقيقة ومحددة لا لبس لها لتنفيذ الانتخابات في يونيو القادم، ومنوهاً إلى احتمال اللجوء إلى الاستفتاء الالكتروني في حال تعذر على المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ضمان إجراء الانتخابات.
وتأتي كلمة الدبيبة بعد أن صوت مجلس النواب يوم أمس الاثنين، على مشروع قرار لجنة خارطة الطريق المشكلة من طرف البرلمان، على أن التصويت لاختيار أحد المترشحين في جلسة الخميس الموافق للعاشر من شهر فبراير الجاري.
ويبدو كلام الدبيبة تحدياً واضحاً مباشراً لقرارات “النواب”، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول مصير الحكومة الحالية، والاحتمالات القائمة أمام “النواب” في حال رفض الدبيبة تسليم رئاسة الحكومة لمن سيتم تسميته من قبل النواب يوم الخميس، وهو ما يبدو أنه الأقرب للحصول حسب ما جاء في كلمة الدبيبة اليوم.
وتتهم أطراف سياسية الدبيبة بمخالفة تعهداته التي أبرمها في جنيف بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية في حال تسلمه رئاسة الحكومة، حيث أعلن الدبيبة ترشحه في الحادي والعشرين من نوفمبر الفائت للسباق الانتخابي الرئاسي، وسبق له أن اتهم مجلس النواب في عدة مناسبات بأنه قام بإصدار قوانين انتخابية “غير توافقية”، قد تتسبب في مشكلة كبيرة للعملية الانتخابية.
ويبدو المشهد الحالي قاتماً بعد الخطاب الأخير للدبيبة وإصراره على تمسكه بالاستمرار برئاسة الحكومة، بينما يصر مجلس النواب على الطرف الآخر في السير نحو تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس لها يوم الخميس المقبل، ما يعيد للأذهان شبح الاقتتال السياسي الذي عانت منه البلاد في السنوات الماضية.