الخليجيون ينتظرون طعاما من “القارة السمراء” بدلا من “الأوروبية”
قد يأكل المواطن الخليجي في السنوات المقبلة، أرزاً ولحماً وخضارا وفاكهة من مزارع سودانية أو أفريقية، بدلا من الأميركية أو الأوروبية او الأسترالية. مزارع يتهافت عليها خليجيون وعرب وأجانب لاحتوائها كنزاً أخضر يقي من الجوع في المستقبل.
فبعد أن أعلنت أكبر دول زراعية في العالم (كندا والبرازيل وأستراليا) عن توقعات بزيادة أسعار الغذاء المحلية في 2017، أيدتها تقارير أممية تتوقع محدودية المعروض من المحاصيل الزراعية في الأسواق العالمية، سبقت دول الخليج هذه الاحتمالات السلبية التي تؤثر على مستقبل الأمن الغذائي، وسارعت الى زيادة استثماراتها في القارة السمراء، خصوصا في مجال الزراعة. وبات لدول الخليج عدد كبير من المزارع في دول أفريقية على غرار السودان.
ووصفت بعض التقارير المختلفة تحوّل الوجهة السودانية التي تخفى عن الكثير من الخليجيين إلى مزارع خصبة تجتذب حكومات الخليج، بما فيها الكويت للاستثمار فيها، وذلك بعد تزايد الضغوطات الدولية (المتغيرات السياسية والحروب والميل التصاعدي لأسعار الدولار والكوراث الطبيعية، فضلا عن زيادة الطلب العالمي) وكلها عوامل أثرت على انتظام وتيرة إمدادت الغذاء في العالم وأسعاره المرتفعة.
وينتظر الخليجيون والعرب كنزاً أخضر تقدر مساحته بنحو 300 مليون فدان، كما أقرّت بذلك أحد المواقع السودانية الحكومية (سودان اغريكالتشر). ومثل هذه المزارع السودانية وأخرى متوزعة في دول أفريقية مختلفة من شأنها أن تورد لدول الخليج منتجات مثل (الأرز والحبوب والخضروات والفواكه واللحوم) كانت سابقاً من أجل توفيرها للمستهلك الخليجي تتوجه الى دول بعيدة جغرافياً.
وكانت حكومات الخليج أعلنت سابقاً عن حجم استثمارات بمليارات الدولارات في السودان، ودول أفريقية خصوصاً في القطاع الزراعي من أجل تأمين وارداتها الغذائية بدل الاعتماد بنسبة كبيرة على الأسواق العالمية. اتجاه فسّرته مجموعة «أوكسفورد غروب» انه «مدفوع أيضا بتراجع إيرادات دول الخليج النفطية، وعجز الموازنة وارتفاع الدولار، والذي يحمّلها عبئاً كبيرا في تحمل تضخم تكلفة واردات الغذاء من الأسواق العالمية».
ـــــــــــــــــــــــــ
صحيفة “الراي” الكويتية