📹 الحياة السياسية الليبية بين القيادات التقليدية ودور الشباب في “ليبيا Talk”
يُجمع خبراء السياسة على دور الشباب في المجتمعات الديمقراطية كما على ضرورة تداول السلطة بعيداً عن الزعامات التقليدية والديكتاتوريات. من هذا المنطلق كانت هذه الحلقة من “ليبيا Talk” التي استضافت كلاً من النقيبة السابقة للصحافيين والإعلاميين في طرابلس سالمة الشعاب، والناطق الرسمي السابق باسم المجلس الرئاسي أشرف الثلثي، والصحافي والباحث السياسي أيوب الأوجلي، وتحدثوا عن واقع الحياة السياسية في ليبيا والدور المستقبلي للشباب فيها.
رأي الشارع
عن مكانة الشباب الليبي في المشهد السياسي كان للشارع آراء أجمعت على تمنّي وجود فاعل لهذا الشباب في الحياة السياسية؛ لأن المجتمع الليبي ملّ الوجوه التقليدية ولا سيما في البرلمان، وأشار الجميع إلى أن وجود الشباب يمُدّ المجتمع بأفكار جديدة، داعين إلى أن يشمل هذا الشابات أيضاً.
القيادات التقليدية وضرورة تغييرها
بقاء الحاكم العربي أو السياسي في موقعه لسنين وعقود طويلة كان محور بداية الحلقة، وفي هذا الصدد قالت سالمة الشعاب إنه على الشعب أن يختار دائماً قياداته، وإنّ بقاء هذه القيادات لمدة طويلة في سُدة الحُكم أمر غير مضمون لا سياسياً ولا اجتماعياً، ووافقها أشرف الثلثي رأيها وأضاف أنّ ثقافة بقاء الحاكم السياسي لمدة طويلة هي ثقافة الديكتاتوريات، وأنه على المترشح للانتخابات أن يُقدّم مشروعاً متكاملاً للشعب الليبي، واعتبر أنّ هذا الشعب تعلّم الدرس وإنْ دفع الثمن معاناة وألماً. ومن ناحيته رأى أيوب الأوجلي أن الشعوب العربية أصبحت أكثر فهماً للديمقراطية وأنه عليها أن تحاسب الحاكم وتُحاكمه إذا لم يكن على قدر المسؤولية التي اختير من أجل تحمّلها.
أي نموذج نختار؟
هل من الممكن تطبيق النموذج البريطاني أو الأميركي، فنشاهد في ليبيا مجلس شيوخ أو لوردات؟ في الإجابة اتفق كلٌ مِن سالمة الشعاب وأيوب الأوجلي على أن هذا النموذج ليس صالحاً في المرحلة الحالية في ليبيا، وأنه تمت تجربته سابقاً وأنتج صراعات كبيرة. ولفتا إلى أن ليبيا تحتاج راهناً إلى مجلس نواب حتى تبلغ الاستقرار. وخالفهما أشرف الثلثي الرأي مؤكداً أن ليبيا تحتاج إلى مجلس شيوخ ولوردات؛ لكي يتمكن مَن عنده إمكانات أن يؤدي دوراً في الحياة السياسية.
دعم طموحات الشباب
ولأن أكثرية الشعب الليبي هي مِمّن لا تزيد أعمارهم عن الـ15 عاماً، تبرز ضرورة تأمين آفاق تنمية لدعم طموحاتهم، وبشأن هذه الإشكالية قالت سالمة الشعاب إن التهيئة السياسية هي أمر أساسي جداً، على أن تبدأ من على مقاعد الدراسة. بدوره رأى أشرف الثلثي أن الاهتمام يجب أن ينصبّ على رأس المال البشري عبر ما يُعرف بالتنشئة الاجتماعية المُبكّرة. ولم يختلف رأي أيوب الأجلي عن ذلك كثيراً، حيث أكد أنه يجب تطوير المناهج الدراسية والاهتمام بالجيل الجديد بدءًا من الأُسرة ووصولاً إلى المدرسة ثم إلى المجتمع.
الشباب والدستور
بناءً على كلّ ما تقدّم يُطرح السؤال: هل يضمن الدستور الليبي انتخابات حُرة تُسهم في بروز قيادات شابة؟ أجمع الضيوف الثلاثة على أن مُسوّدة الدستور لم تُقصِ الشباب. وأشارت سالمة الشعاب إلى أن المشكلة هي في التطبيق، فالشباب الليبي برأيها مؤهل لأن يؤدي أدواراً فعالة لكنه يحتاج إلى الدعم، أما المُشكلة بالنسبة إلى أيوب فهي أن المجتمع الليبي لم يَعِ حتى اليوم دور الشباب في الحياة السياسية الليبية. كما ذكر غياب العمل الحزبي الصحيح.
دور الأحزاب الليبية
عن قُدرة الأحزاب الليبية الحالية على استقطاب الشباب الليبي، أجابت سالمة الشعاب أنها تُفضّل أن يبقى الشباب الليبي مُستقلاً وحُراً في اختياراته وألا ينتمي إلى الأحزاب، من ناحيته رأى أشرف الثلثي أن العمل الحزبي المُنظم ضروري، أما أيوب فشدد على أهمية وجود قانون يضبط العمل الحزبي وعلى ضرورة أن ينتبه الشباب الراغب في الانتماء الحزبي إلى مصادر تمويل الأحزاب وأهدافها والشخصيات المنتمية إليها وخلفياتهم الثقافية والسياسية وميولهم.