الحكومة الجديدة.. مشهد مرتبك ومجلس نواب منقسم
ناقشت حلقة برنامج “البلاد” على شاشة “218 NEWS”، أمس الخميس، المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، وتشكيلة الحكومة الوزارية.
تشكيلةٌ دون وزراء
قال الناشط السياسي المهدي عبد العاطي من طرابلس: ظهر الارتباك والإرهاق على عبد الحميد الدبيبة في المؤتمر الصحفي، معللا ذلك بحجم الضغوطات الكبيرة في مسألة تشكيل الحكومة، هذه الضغوط كانت السبب في عدم وضوح بعض تصريحاته.
وأضاف: هذا مؤشر غير جيد، وأعتقد أن عدم إعلان أسماء الوزراء وتوضيح الهيكلية فقط وآلية اختيار الوزراء؛ يشي بوجود ضغوط كبيرة.
في المقابل، يقول الناشط المدني أحمد التواتي من بنغازي: في الحقيقة الضغوط على عبد الحميد الدبيبة كبيرة جدا وكانت واضحة للعيان، وفي تصوري الخاص كان لدى عبد الحميد الدبيبة حكومة جاهزة للإعلان ولكن التداول الذي حدث من صباح هذا اليوم، والجدل الذي صاحب بعض الأسماء التي كانت موجودة في الحكومة جعلته يعيد النظر في الخروج بهذا الأسماء اليوم، أن امتناع رئيس الحكومة عن إعلان الأسماء اليوم معناه أنه استجاب لتطلعات الشارع الليبي، الذي يرفض هذه الأسماء المحكوم عليها بالفشل، اليوم؛ الشارع هو من يصنع التغيير.
وأوضح “التواتي”: أن عدم الإعلان عن أسماء الوزراء اليوم تجاوز لما منصوص عليه في خارطة الطريق، وغدًا يعتبر اليوم الأخير في الإعلان عن الحكومة، لكن رئيس الحكومة قدم المقترح وآلية الاختيار للبرلمان حتى يعتبر ما قدمه اليوم بمثابة إعلان بأن يمدّهم بالأسماء، وسينتظر حتى يعلن البرلمان موعد جلسته ومن ثمّ يبعث أسماء بناء على هذه الهيكلية.
تشكيلة واسعة
يرى المهدي عبد العاطي “أنه من المفترض في أثناء زيارة عبد الحميد الدبيبة لرئيس مجلس النواب في مدينة طبرق، خلال المدة الماضية، أن تفاهم حدث بينهما على موضوع منح الثقة للحكومة، وهذا في رأيي السبب الرئيس من أجل بقاء مجلس النواب، وإذا لم يمنح مجلس النواب الثقة للحكومة فما الفائدة منه خاصة وهو من أوصلنا لهذه الأزمة، وبخصوص الحكومة الموسعة، فمهما نختلف حول آلية تشكيل هذه الحكومة والطريقة التي جاءت بها ولكن الليبيين اليوم يبحثون عن الاستقرار”.
أفاد المهتم بالشأن السياسي محمد غميم ـ مصراتة: المخاض الذي تمر به الحكومة اليوم، من حيث عدم تقديم الأسماء وموضوع الترشيحات التي وصلت إلى ثلاثة آلاف ملف تحوي سيرة ذاتية، في هذه اللحظة؛ لن أقف عند موضوع الأسماء وتقديمها من عدمه، سأشير إلى اللغة الدبلوماسية المفتوحة التي تحدث عنها عبد الحميد الدبيبة، وقال: نحن قدمنا تصور لهيكلية الحكومة لرئاسة البرلمان، وفي الوقت نفسه؛ لا أحد يستطيع أن ينفي أو يثبت أن هناك أسماءً كانت ستقدم اليوم.
تعنت النواب
أشار أحمد التواتي، إلى السؤال المهم الذي يجب أن يطرح وهو، هل يستطيع عقيلة صالح أن يجمع مجلس النواب بنصاب كامل، في أي مدينة، هذا الاختبار الحقيقي للبرلمان.
وقال: ما أخشاه اليوم أن يتم تمرير الحكومة بعيدا عن الناس، واستنادًا إلى تسريبات الحكومة ووجود بعض الأسماء الجدلية، فأقول: نعم ستتم المصادقة عليها.
وأضاف: في تصوري؛ نواب صبراتة يريدون منح الثقة للحكومة نكاية في رئيس البرلمان، ما يحدث اليوم من أعضاء البرلمان ليس منطق مجموعة تريد سرت ومجموعة تريد صبراتة، هذا يمكن تسميته تعنتًا.
وطالب المهدي عبد العاطي، عقيلة صالح؛ بضرورة أن يقطع الطريق على لجنة الحوار ويمنح الثقة لهذه التشكيلة الوزارية حتى لو كانت واسعة، مضيفًا: إذا كان عقيلة صالح يفكر بشكل جيد لابد أن يمنح الثقة للحكومة وحتى لو لم تعجبه التشكيلة عليه التشاور مع الحكومة لتغيير الأسماء.
ويشير المهدي عبد العاطي إلى صعوبة عقد جلسة للبرلمان في سرت لصعوبة تأمين المدينة، موضحًا: لا أحد يستطيع إثبات أن سرت آمنة والكل يعلم أن قوات “الفاغنر” موجودة في قاعدة “القرضابية”.
برلمان عقيلة
ونسأل، محمد غميم عن إشارة السيد عبد الحميد الدبيبة إلى أنه قد يلجأ للخيار الثاني وفهم من ذلك لجنة الـ 75، فما الأفضل من وجهة نظرك تشكيلة وزارية موسعة أو تشكيلة وفق لجنة الـ75، فكان رده: حتى هذه اللحظة؛ لم يصدر من لجنة الـ 75، ما يفيد أنها تريد الذهاب إلى تشكيلة مصغرة وفي الوقت نفسه، لم يصدر شيء رسمي عن عبد الحميد الدبيبة يفيد أن حكومته تحوي 26 حقيبة وزارية، ولذلك لا نستطيع بناء رأي على معلومات لم تثبت صحتها.
وتابع: عبد الحميد الدبيبة ليس مطالب بالإعلان عن أسماء وزراء حكومته على وسائل الاعلام، البروتوكول انه يتم الإعلان عن هذه الأسماء يوم منح الثقة من البرلمان، أنا خائف جدًا من الضبابية في المشهد الليبي في موضوع تقديم تصور لتشكيلة الحكومة، والبعض الآخر يفسر ذلك بأنه لا توجد أسماء، وطرف ثالث يقول ينتظر البرلمان ولكن من هو هذا البرلمان، برلمان صبراتة، أو طرابلس، أو برلمان عقيلة صالح المعترف به دوليًا، وعليه يجب منح الثقة من برلمان عقيلة صالح.
يقول الكاتب والباحث السياسي عبد الله الكبير : عدم إعلان الأسماء، اليوم، يعني أن الحكومة غير جاهزة، وغير متوافق عليها من قبل الأطراف الفاعلة التي تساهم في تشكيل هذه الوزارة وهم النواب وأعضاء لجنة الحوار السياسي، ومختلف الأطراف السياسية من حيث وضع الهيكلية والتوزيع الجغرافي للوزارات حسب الأقاليم الثلاثة.
وأضاف: واضح جدًا أن عبد الحميد الدبيبة يريد الحصول على الثقة من مجلس النواب.
اتصال أمريكي
أكد عبد الله الكبير أن ملفات السيرة الذاتية الثلاثة آلاف ليست تمثل الرقم الحقيقي الذي قدم للحكومة، هذا الرقم وصل فقط لرئيس الحكومة بعد تصفيته واختيار المناسب فقط، الرقم الحقيقي حسب معلوماتي يصل إلى 13 ألف ملف سيرة ذاتية.
ووصف “الكبير ” هذا الرقم بأنه استسهال وعدم إدراك لخطورة المسؤولية من قبل أصحاب هذه الملفات بل هو طمع في المنصب والمزايا المخصص لهذا المنصب.
ويتابع ضيفنا: الآن؛ عقيلة صالح حدّد مكان جلسة النواب في سرت وقد أرسل فريق من الموظفين إلى مدينة سرت لتهيئة الظروف هناك للاجتماع. وهناك 85 نائبًا أعلنوا نيتهم في الذهاب إلى سرت ومنح الثقة للحكومة دون قيد، ولكن لوجستيًا فإن سرت غير مناسبة بسبب وجود قوات “الفاغنر” في قاعدة “القرضابية”، إضافة إلى توقف مطار سرت عن العمل واستعماله فقط من قبل قوات “الفاغنر”، أعتقد أن الفصل في هذه المسألة يعود إلى لجنة “5 +5”.
وحول اتصال السفير الأمريكي بعقيلة صالح، يقول “الكبير”: واضحٌ جدًا أنه يعترف بعقيلة صالح وبالجلسة التي يقودها، ولكن لا نعلم بالضبط ما الذي تريده أمريكا، ربما تريد تعزيز مكانة عقيلة صالح في شرق ليبيا؛ من أجل تهميش شخصية أخرى لم تعد مناسبة للرؤية الامريكية، وربما أمريكا ترى أن عقيلة صالح هو القادر على زعزعة نفوذ خليفة حفتر في المنطقة الشرقية.
وأردف: البرلمان الليبي هو أغرب برلمان في التاريخ الإنساني بالسلوكيات التي نشاهدها من قبل أعضائه، والسبب الرئيس في هذا الخلل هو الرئاسة.