بعد أن توافق مجلسا النواب والأعلى للدولة على إعادة هيكلة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وتغيير شخوصه وتقليص عدد أعضائه إلى 3 أعضاء أي برئيس ونائبين عوضا عن 9، سارع أكثر من 160 عضوا من مجلسي النواب والأعلى للدولة لإعلان تأييدهم لقيام رئيس المجلس الأعلى للدولة الممثل لتيار الإسلام السياسي بمراسلة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج لترشيح سفير ليبيا الحالي في المغرب عبد المجيد سيف النصر نائبا لرئيس المجلس بديلا عن المستقيل موسى الكوني.
وأشار مراقبون إلى أن هذه المراسلة تندرج في إطار مسعى المشري لاستبدال المستقيلين من عضوية الرئاسي في مسعى منه لإنقاذ تمثيل تياره في الأخير بعد تلميحات أطلقها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر على هامش مشاركته بقمة أمنية في إطار فعاليات مؤتمر باليرمو الدولي بشأن ليبيا تمحورت حول إمكانية تقبله لبقاء فائز السراج في منصبه شريطة تغيير باقي أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الممثلين للمتطرفين من وجهة نظر المشير.
وعلى الجانب الآخر وفي خطوة تهدف لقطع الطريق أمام مساعي المشري وأعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة المؤيدين لمساعيه للانقلاب على اتفاق كان قد تم بين المجلسين على إعادة هيكلة الرئاسي قام مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح باعتماد اتفاق تقليص أعضاء السلطة التنفيذية المتمثلة بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وبحسب مراقبين فإن خطوة صالح هذه قد تصبح في حكم العدم ولن تلقى أي قبول محلي ودولي لوجود شكوك بشأن النصاب القانوني لجلسة مجلس النواب التي شهدت التصويت على الاعتماد لأن العدد المطلوب للمصوتين يجب أن يكون 120، فيما رجحت مصادر أن عدد من صوتوا لم يتجاوز الـ94.
من جانبه دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المشككين في صحة التصويت إلى الطعن فيه أمام القضاء، مُبيناً أن جلسة المجلس حضرها 119 عضوا وافق 118 منهم على اعتماد اتفاق تقليص أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فيما يحتاج تمرير الاعتماد الثلثين +1 أي 115 صوتاً بالموافقة.
وفيما وصف عضو المجلس الأعلى للدولة أبو القاسم قزيط خلال استضافته في برنامج “LIVE” الذي يُعرض عبر شاشة ” 218NEWS” ترشيح عبد المجيد سيف النصر بديلا عن المستقيل موسى الكوني بأمر يصب في صالح بقاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذي لا يخدم البلاد، أكد قزيط أن اعتماد مجلس النواب لقرار تقليص أعضاء الرئاسي يمثل خطوة كبيرة نحو حل الأزمة الليبية.
أما عضو مجلس النواب مفتاح الكرتيحي فقد رأى في ترميم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أمراً لا يعرقل مساعي المجلس والمجلس الأعلى للدولة لتقليص أعضاء الرئاسي الحالي، مبيناً أن ترشيح سيف النصر أتى لإنهاء حالة التهميش التي طالت الجنوب بعد استقالة موسى الكوني.
هذا وجاءت كل هذه التطورات في وقت كشف فيه عضو مجلس النواب عيسى العريبي عن مشاورات تجرى بين التجمعات الانتخابية المشتركة بين أعضاء المجلس والمجلس الأعلى للدولة عن كل إقليم لاختيار المجلس الرئاسي الجديد المتكون من رئيس ونائبين.
تازربو.. الأمن المفقود
في الوقت الذي انشغل فيه الجنوب الليبي بمداواة جراح الفقها النازفة بسبب هجمات تنظيم داعش الإرهابي فاجأ عناصر التنظيم سكان تازربو بهجوم آخر استهدف مقر مديرية أمن المدينة السبت الماضي مُخلفاً 9 من الضحايا و14 جريحاً فضلاً عن اختطاف 12 آخرين بحسب عضو مجلس النواب عن تازربو محمد دومة.
وفيما انشغل الأهالي بمصيبتهم هذه عاود التنظيم الإرهابي استهدافهم يوم الإثنين الماضي وهذه المرة في حي المعبوص غرب المدينة، وهو الأمر الذي دعا القوات العسكرية النظامية والمساندة المكونة من كتيبة سبل السـلام والكتيبة 602 التابعتين للمنطقة العسكرية الكفرة والكتيبة 152 التابعـة للمنطقة العسكرية إجـدابيا وشباب تازربو لمطاردة الإرهابيين المدعومين بالعصابات التشادية ليتم قتل 23 من كلا الطرفين الإرهابيين.
ولم تتوقف الإجراءات التأمينية للمدينة عند هذا الحد فقد أرسلت منطقة الخليج العسكرية قوات كبيرة إليها فيما قام آمر المنطقة العميد فوزي المنصوري بتكليف الفصيل الطبي التابع للمنطقة الوسطى بنقل وعلاج جرحى الهجوم الإرهابي.
من جانبه أرسل مدير الإدارة العامة للأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة العقيد صلاح الخفيفي قوة كبيرة إلى تازربو بقيادة مدير فرع بنغازي بالإدارة العقيد باسط العريبي ووجه بإنشاء مكتب للأمن المركزي في تازربو لحفظ الأمن فيها وإسناد الأجهزة الأمنية الأخرى فيما أعلن المتحدث باسم قيادة الجيش الوطني العميد أحمد المسماري تشكيل كتيبة خاصة من الجيش لحماية تازربو والمناطق المحيطة بها.
وفي الوقت الذي أدانت فيه البعثة الأممية الهجوم الإرهابي الذي استهدف المدينة طالبت بلدية تازربو مجلس النواب بتشكيل لجنة للتحقيق مع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني لتقصير الحكومة في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية السكان.
هذا وكانت تقارير دولية عدة نشرت 218 جلها قد تنبأت بحدوث هذه الهجمات في الجنوب الليبي غير أنها لم تلق اهتماماً من قبل صناع القرار إلى أن وقع المحظور في تازربو ومن قبلها الفقها.
التدخلات الخارجية في ليبيا .. الواقع والمعلن
وإلى ملف التدخلات الخارجية في ليبيا فقد كشف تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة العرب اللندنية عن دعم مادي وسياسي فرنسي جديد لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر لتحرك الجيش المحتمل نحو العاصمة طرابلس لإنهاء الأوضاع الفوضوية فيها الناجمة عن سيطرة الميليشيات المسلحة المتحاربة فيما بينها.
وأضاف التقرير أن هذه الإشارات وصلت لقائد الجيش الوطني من مسؤولين فرنسيين التقى بهم في مدينة باليرمو خلال استضافتها لمؤتمر دولي بشأن ليبيا وعلى رأسهم وزير الخارجية “جان إيف لودريان” حيث ركزت اللقاءات في جانب منها على الأوضاع الصعبة التي تشهدها العاصمة طرابلس.
وحذر التقرير من استدراج فرنسي محتمل للمشير خليفة حفتر إلى صراع عسكري مفتوح مع ميليشيات مسلحة قوية تقاتل وفقاً لأسلوب حرب العصابات بهدف هز صورته أمام الشارع الليبي والحد من نفوذه القوي لصالح المناوئين له بعد إيقاع خسائر كبيرة في صفوف قواته وفقدان جزء من المكاسب التي حصل عليها وحدوث صدام مع الولايات المتحدة وإيطاليا بعد أن لانَ موقفهما منه مُؤخراً.
ونقل التقرير عن مراقبين إعرابهم عن مخاوفهم من إسهام المنافسة الفرنسية الإيطالية على الملف الليبي بتصعيد أكبر للأوضاع في ليبيا وهو الأمر الذي قد ينعكس سلباً على الخطوات الأممية الرامية إلى عقد الملتقى الوطني الجامع مطلع العام المقبل.
وتناول التقرير في جانب منه مسألة تحفّظ بعض القوى على العلاقة المتنامية بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج مع الأتراك، مبيناً أن الأخير أبدى استعداده للابتعاد عنهم في حال نيله دعماً سياسياً عربياً وهو ما حفّز بعض الدول العربية على التفكير جدياً في تغيير أسلوب تعاملها مع السراج ومد جسور تواصل إيجابي معه.
وتطرق التقرير لمتابعة الولايات المتحدة تطورات الأزمة الليبية بشكل دقيق ومحاولاتها الرامية إلى منع حدوث انفلات أمني أكبر في ليبيا لأن ذلك قد يحول دون تسوية الأزمة بشكل يتلاءم مع المصالح الأميركية، مؤكداً في سياق آخر أن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر بات غير راض عن ارتباطاته التقليدية مع الدول الإقليمية ليميل إلى الاستفادة من علاقاته الجيدة مع موسكو للحصول على دعم أكبر منها إلا أن الروس لن يقدموا له ذلك دون التنسيق مع هذه الدول.
وفي سياق ذي صلة سلّط تقرير نشرته شبكة العين الإخبارية الضوء على الدور التركي الرامي إلى زعزعة الأوضاع الأمنية في ليبيا وعدد من الدول الأخرى ناقلاً عن الناطق باسم قيادة الجيش الوطني العميد أحمد المسماري قوله إن تركيا تسعى لإجراء نقل للعناصر الإرهابية من مدينة إدلب السورية إلى مدينة الكفرة الليبية.
من جانبه ركز عضو مجلس النواب محمد العباني في تصريحاته لشبكة العين الإخبارية على الدور الذي لعبه الإسلام السياسي برعاية وتمويل من قطر وتركيا في انهيار عدد من الدول وعلى رأسها ليبيا من خلال نشر الإرهاب في هذه الدول، فيما حذر عضو مجلس النواب زايد هدية في تصريحاته لذات الشبكة من وجود عمل مخابراتي تركي يهدف إلى إدخال الإرهابيين إلى جنوب ليبيا لدعم جماعات معينة تتلقى الإسناد من أنقرة، وهو الأمر الذي سينعكس بالسلب ليس على الجانب الليبي فحسب بل على دول الجوار.
من جانبه حسم وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه بوزير خارجية إيطاليا “إينزو ميلانيزي” في مقر مجلس الشيوخ الإيطالي الجدل القائم بشأن حقيقة التدخل الروسي في ليبيا بعد أن رفض أي تدخل خارجي مسلح في هذا البلد.
وفنّد لافروف الأنباء التي تتحدث عن نقل التجربة الروسية في سوريا إلى ليبيا نافياً في ذات الوقت وجود أي نوايا روسية حالية لإنشاء قواعد عسكرية على الأراضي الليبية لأن وجود قوات بلاده على الأراضي السورية جاء بتوصية من حكومتها.
مؤتمر الخرطوم .. الجديد والمعروف
وإلى العاصمة السودانية الخرطوم حيث اختتمت الخميس أعمال الاجتماع الوزاري الـ12 لدول الجوار الليبي بتأكيد المجتمعين على التزامهم بدعم ليبيا ومساندتها في إطار انتقال سياسي سلمي يستند على تطبيق توافقي.
وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى أن الحل الدائم للأزمة الليبية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الخيار السياسي الذي يقرره الليبيون أنفسهم، مؤكداً ضرورة أن تكون مبادرة الحل موحدة وبرعاية أممية.
وشدد المجتمعون في بيانهم الختامي على رفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لليبيا مع أهمية الحفاظ على وحدتها وسيادتها واحترام الاتفاق السياسي وتكريس مبدأ التوافق من دون إقصاء أو تهميش والالتزام بالحوار الشامل ورفض أية حلول عسكرية.
وخلال كلمته التي ألقاها في الاجتماع عبّر وزير خارجية السودان الدرديري محمد أحمد عن تطلعات بلاده للعب الاتحاد الإفريقي دورا إيجابيا في إعادة السلام والاستقرار إلى ليبيا عن طريق دعم الجهود الإقليمية الساعية لتحقيق السلام، كاشفاً عن سعي بلاده لخلق أجواء مناسبة لاحتضان حوار يجمع الفرقاء الليبيين للوصول إلى التهدئة.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال كلمته في الاجتماع أهمية ومحورية آلية دول الجوار الليبي بوصفها محفلاً مناسباً لدعم الليبيين وتبادل الآراء بشأن الحل الأمثل للأزمة الليبية لأن هذه الدول هي الأقرب والأكثر تأثراً وتأثيراً في الأزمة ويهمها استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها مع أهمية أن يكون الحل للأزمة نابعاً من الليبيين أنفسهم بعد أن أثبتت التجارب السابقة عدم إمكانية فرض الحل من الخارج، مشيراً إلى أن دول الجوار الليبي لن تقبل بجعل ليبيا فريسة لأطراف خارجية تسعى لتحقيق مصالحها والسيطرة على المقدرات الليبية.
وتطرق شكري إلى ما عبّر عنه بعدم امتلاك رفاهية الوقت لاختبار مسارات جديدة أو بحث مبادرات بديلة عن مسار الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية لأن ما تمر به ليبيا من عدم استقرار وانتشار للميليشيات المسلحة والسلاح والتهريب وانتقال المقاتلين الأجانب منها وإليها أمور لا يمكن التعايش معها أو السكوت عنها.
بدوره وصف مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي خلال كلمته بالاجتماع الأزمة الليبية بمسؤولية جماعية تتطلب العمل والتنسيق المشترك بين جميع الأطراف المعنية بها لتجنب تفاقمها وتعقيدها عبر التدخلات الخارجية فيها، داعياً الدول الغربية إلى التنسيق مع المحيط العربي والإقليمي والإفريقي لليبيا بهدف الوصول إلى حل للأزمة فيها.
أخبار دولية مؤثرة
إلى ملف إقليم ليبيا المؤثر والمتأثر بها حيث تمسك نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزير الداخلية “ماتيو سالفيني” بالموقف الرافض للميثاق العالمي للهجرة الذي اقترحته الأمم المتحدة لخلق تعاون دولي لإيجاد حل لأزمة الهجرة غير الشرعية.
ويقضي الميثاق بتوافق الدول الموقعة عليه على نص يسمح بهجرات آمنة ومنظمة وفقا لـ23 هدفا لفتح الهجرة الشرعية وتشريع قوانين وضوابط لإدماج المهاجرين في مجتمعات الدول التي يصلون إليها بانتظار عقد مؤتمر دولي حول الهجرة في الـ10 والـ11 من ديسمبر المقبل بمدينة مراكش المغربية للتصويت بشأن إمكانية تبني الميثاق دوليا.
وفي سياق آخر اتفق وزيرا الدفاع في مصر والسودان على تسيير دوريات عسكرية مشتركة على حدودهما لمواجهة التهديدات الأمنية بسبب الوضع المتأزم في الجنوب الشرقي لليبيا وعمليات السطو والحرابة والعصابات المنتشرة العابرة للحدود.
وإلى الجزائر حيث قدمت خارجيتها طلباً رسمياً للأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش لتنظيم اجتماع قريب لوزراء الشؤون الخارجية لدول الاتحاد لإعادة تفعيله وتنشيطه وبعث نشاطات الهيئات الأخرى فيه.
ورأى جانب من المراقبين الجزائريين في هذا الطلب استجابة مبدئية لمبادرة المغرب الساعية إلى إجراء حوار مباشر مع الجزائر من خلال توسيع هذا الحوار ليكون مغاربياً جامعاً لاسيما في ظل الرغبة الجانب الجزائري في جس نبض نظيره المغربي وإمكانية تجاوبه مع شروطه قبل التوصل إلى تطبيع مباشر في العلاقات الثنائية.
الجانب الآخر من المراقبين أكدوا أن بيان الخارجية الجزائرية لا يمت بصلة لمبادرة المغرب الرامية لإجراء حوار ثنائي، مبينين أن البيان يسعى لترجمة جهود الدبلوماسية الجزائرية لإعادة افتتاح معبر بري مع موريتانيا إلى إجراءات عملية.
وفي فرنسا اندلعت احتجاجات واسعة في العاصمة باريس نظمتها حركة السترات الصفراء لاسيما في شارع الشنزليزيه وعدد من المناطق الأخرى على خلفية قرارات اتخذتها حكومة الرئيس “إيمانويل ماكرون” تتعلق بفرض ضرائب على الوقود وأخرى ساهمت في تقليص قدرة الأسر الفرنسية على الإنفاق.
وهاجم آلاف المحتجين قوات الأمن وأَضرموا النيران في عدد من المواقع فيما استخدمت هذه القوات الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم وتصدت لهم بقسوة ما أسفر عن سقوط 24 جريحا بينهم 5 رجال أمن.
ولم تكتف قوات الأمن بذلك حيث اعتقلت نحو 130 محتجاً وأخضعتهم للتحقيق لتتلقى الشكر من “ماكرون” على “شجاعتها وكفاءتها المهنية” في التعامل مع المحتجين.
وأضاف ماكرون في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن العار لحق بمن هاجموا قوات الأمن وأنه لا مجال للعنف في فرنسا.
من جانبه اتّهم وزير الداخلية “كريستوف كاستانير” زعيمة جناح اليمين المتطرف “مارين لوبان” بتأجيج الاحتجاجات، مؤكداً أن هذا الجناح كان محتشداً جداً في الشانزليزيه.
ويرى مراقبون أن الأمر المستغرب هو دعم حكام دول العالم الغربي ومنها فرنسا لانتفاضات الشعوب العربية خلال مرحلة الربيع العربي لاسيما في “ليبيا وتونس” وحقوقها في المطالبة بالحرية والعيش الرغيد ومطالبتهم رؤساء الأنظمة العربية بالتنحي عن السلطة وتلبية مطالب الشعوب فيما ينتهجون ذات سياسة هؤلاء الرؤساء ويقمعون المطالبين بالحرية وبتوفير ظروف المعيشة اللائقة ويتهمون اليمين المتطرف بتأجيج الناس وهو ذات ما يفعله رؤساء الأنظمة العربية الذين يتهمون المعارضة بتأجيج المواطنين ضدهم.
وفي ذات السياق كشف تقرير إخباري نشرته صحيفة “جورنال دو ديمانش” الأسبوعية الفرنسية عن عزم “ماكرون” معالجة الأوضاع المتوترة في البلاد بسبب الإجراءات الاقتصادية الحكومية الأخيرة من خلال تشكيل فريق عمل لإعادة تقييم الأوضاع والآثار الاجتماعية المترتبة عليها من دون التراجع عن فرضها.
وأضاف التقرير نقلاً عن مصدر مسؤول فضّل عدم ذكر اسمه أن فريق العمل الذي سيعلن قريباً عن تشكيله سيتفاوض مع النقابات والمزارعين الذين تم استبعادهم سابقاً من المشاورات الرامية إلى إعادة صياغة سياسة الطاقة في البلاد على أن يضم الفريق في عضويته ممثلة فرنسا في محادثات باريس للتغير المناخي “لورانس توبيانا” ورئيس الفرع الفرنسي للصندوق العالمي للحياة البرية “باسكال كانفين”.
وفي معرض تعليقه على الاحتجاجات في فرنسا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة له على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “التظاهرات الكبرى والعنيفة في فرنسا لا تأخذ في الاعتبار إلى أي مدى عوملت الولايات المتحدة بشكل سيء من قبل الاتحاد الأوروبي حول التجارة أو حول نفقاتنا العادلة والمنطقية لضمان حمايتنا العسكرية وعلينا معالجة هذين الموضوعين قريبا”.
ويرى المراقبون في تغريدة ترامب محاولة للضغط مجدداً على ماكرون والاتحاد الأوروبي بسبب التجارة والنفقات العسكرية وذلك عبر إظهار الرئيس الأميركي لنظيره الفرنسي متابعته عن كثب للتظاهرات في فرنسا.
إلى ذلك شكلت حركة “السترات الصفراء” وفدا رسميا للاتفاق على مطالبها وتقديمها للحكومة.
أبرز أخبار الاقتصاد
وإلى ملف الأخبار الاقتصادية البارزة إذ أعلنت شركة الخليج العربي للنفط عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ربط البئر “Y” في حقل النافورة النفطي بمنظومة الإنتاج ليضخ 1500 برميل يوميا لترتفع القدرة الإنتاجية للبئر وتصل إلى مستوى الـ3 آلاف برميل في اليوم.
وفي شأن ذي صلة زار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله منطقة الهلال النفطي وتفقد أحوال شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز بمنطقة البريقة كاشفا من هناك عن رفع الإنتاج في حقل الوفاء من الغاز إلى 70 مليون قدم مكعب.
وإلى أخبار سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية حيث تراجع سعر صرف الدولار إلى حدود 5 دنانير مع ختام تداولات الأسبوع في السوق الموزاية السوداء وانخفض سعر اليورو بمقدار 100 درهم ليكون 5.780 دينار فيما هبط سعر غرام الذهب عيار 18 إلى 4 دنانير للكسر الواحد.
في سياق غير ذي صلة كشف مستشار مصرف ليبيا المركزي في البيضاء مصباح العكاري في تصريحات لـ218 عن ضخ المصرف سيولة نقدية بقيمة 300 مليون دينار خلال الأعوام 2016 و2017 و2018 إلى مصارف المنطقة الجنوبية.
وأضاف العكاري في تصريحاته أن المصرف أرسل سيولة قيمتها 700 مليون دينار في الفترة ذاتها إلى مصارف بالمنطقة الغربية مبدياً في ذات الوقت استغرابه من عدم قيام المصرف المركزي في طرابلس بتوزيع 50 مليون دينار تمت طباعتها في روسيا عام 2016 طيلة استمرار أزمة السيولة.
أبرز الأخبار الرياضية
وفي ملف أبرز أخبار الرياضة حيث عقد المكتب التنفيذي للاتحاد الليبي لكرة القدم اجتماعاً حجب خلاله الثقة مؤقتاً عن رئيسه جمال الجعفري ورقّى نائبه الأول عبد الحكيم الشلماني لمهام الرئيس حتى انعقاد اجتماع الجمعية العمومية غير العادي الذي سيتم خلال الشهر المقبل.
وبالانتقال إلى أخبار الأندية الليبية حيث حقق فريق النصر فوزاً عريضاً على حساب هلال جوبا الجنوب سوداني بـ5 أهداف لهدف ليقطع أبناء العيساوي معظم المسافة نحو الدور الـ32 من بطولة دوري أبطال إفريقيا فيما حقق جاره الأهلي بنغازي نتيجة ليست بالسيئة عندما فقد نتيجة لقائه في نواكشوط أمام نواذيبو بهدف لهدفين لتبقى آماله في مباراة الإياب بعد أسبوع في القاهرة.
أما النتيجة الأكبر إفريقيا في تاريخ الكرة الليبية كانت بأقدام أبناء نادي الاتحاد عبر إمطارهم فريق ميراكل الجزر قمري بثمانية نظيفة كان نصيب الأسد منها للمرعب محمد زغبية الذي تكفل بتسجيل نصفها.
وبعيدا عن كرة القدم حقق البطل الليبي أبو عجيلة أبو راس ذهبيتين في بطولة كأس العالم لكمال الأجسام التي أقيمت بمدينة كلوج نابوكا الرومانية حيث تمكن أبو راس من حصد الميدالية الذهبية الأولى في وزنه والثانية تحصّل عليها في منافسات بطل الأبطال في جميع الأوزان كما أحرز البطل العالمي بطاقة الاحتراف الثالثة ضمن البطولة.
وفي أوروبا ضَمن يوفنتوس بطل إيطاليا ومانشستر يونايتد الإنجليزي بطاقتي التأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا عن المجموعة الثامنة بعد فوزهما الثلاثاء على فالنسيا الإسباني ويونغ بويز السويسري على التوالي فيما ارتقى باريس سان جيرمان للمركز الثاني في المجموعة الثالثة من دوري أبطال أوروبا بفضل فوزه على ليفربول الإنجليزي بهدفين لهدف في قمة مباريات الجولة الخامسة.