الحرب ترمي بظلها على أطفال ليبيا
في بلدة توكرة شرق بنغازي، يحاول مجموعة من الآباء خلق أجواء مرحة لأطفالهم في منتزه عائلي، ليبعدوا عنهم شبح الحروب والاقتتال، وتساهم في صنع أجواء نفسية مريحة، يلعب فيها الأطفال بلا خوف.
يقول أحد أولياء الأمور بسام الدراجي لـ218 إن طريقة لعب الأطفال تغيرت، فغابت الألعاب البسيطة التي تنمي ذكاء الطفل مثل ألعاب التركيب، وحتى الألعاب اليدوية مثل “البطش” و”الزغدة”، التي كان يلعب بها الصغار سابقاً، لتحل مكانها ألعاب الحرب والمسدسات في انعكاس للوضع السائد.
ويرى الدراجي أن المساهمة الأولى تأتي من الأسرة، لكنه لا يغفل دور أصوات الاشتباكات والحرب والرصاص، التي مر بها عدد كبير من أطفال ليبيا، وقال إنها غيرت نفسياتهم.
كما أشار إلى أن مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة العنيفة كذلك أثرت في نفسيتهم، ويرى أن علاج ذلك يبدأ من الاهتمام في داخل المنزل لتنشئة جيل سليم نفسياً.
أما محمد سالم وهو أحد الأباء الذي كان يصطحب أطفاله في منتزه توكرة، يقول إن الحرب التي شهدتها مدينة بنغازي كان لها أثر كبير على نفسية الأطفال، لكن الإعلام ساهم بشكل ما في تقليل ذلك.
ويضيف أن المنزل والأسرة يجب أن يبدأوا في تغيير هذا الأمر، لكن كذلك يجب أن تلعب الدولة دوراً من خلال توفير الأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين، فضلاً عن توفير أماكن للترفيه تخلق أجواء مختلفة، ويجد فيها الأطفال متنفساً للعب وعيش حياة طبيعية.
ويقول خالد العرفي، الذي يحمل طفلته على كتفه أثناء حديثه إلى 218 أن الجانب السياسي ليس معزولاً عما يحدث لهؤلاء الصغار، فالانقسام السياسي والحروب الناتجة عنه ترمي بظلها على تنشئة الجيل الجديد.
ويذكر خالد بأن “ما مضى قد مضى”، لكن يجب على الساسة أن يتنازلوا لتتوحد البلاد، ويستقر الوضع السياسي، للاهتمام بمن أسماهم “جيل المستقبل”، دون التعلل بعذر 42 عاماً مضت، أو سبع سنوات تعيشها البلاد في الفوضى.