الحرب الخفية على “شمس على نوافذ مغلقة” و”كوميك كون”
في أواخر شهر أغسطس الماضي، دخل نشطاء ليبيون في حرب افتراضية، بسبب “كتاب” أثار جدلا واسعا، ما زال اسمه محفورا في ذاكرة كل من دخل هذه الحرب، بسلاحه الافتراضي والواقعي المتمثل في إقفال المؤسسات الثقافية واعتقال من نظّم واحتفى بالكتاب.
وهذا الحدث استدعاه الليبيون على الفور، بعد الحملة الأمنية التي اعتقلت منظمي مهرجان “كوميك كون” للقصص المصورة في العاصمة طرابلس، التي قامت بها قوة الردع الخاصة، بذريعة “خروجهم على الآداب العامة”، وفق تصريح القوة الأمنية. وهُنا انتهى الحدث، كما انتهى الحدث الأول المعني بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة”، بحملة اعتقالات وأسباب تنتمي إلى ” حماية الأخلاق العامة” في وجه “الغزو الثقافي”، كما يقول مؤيدو هذه الحملات.
إلا أن حادثة ” شمس على نوافذ مغلقة” كانت أكثر زخما وأكثر حضورا في الشارع الليبي، لما حمله الكتاب في بعض صفحاته، التي وصفها المعارضون له بأنها “لا أخلاقية” وطالبوا بمصادرة الكتاب، ومحاسبة من أمر بطباعته والمشرفين عليه، إضافة إلى المشاركين فيه من كُتّاب وكاتبات، وما جعلها حادثة “الموسم” بلا منازع، أنها كشفت عن فجوة حقيقية، بين الكتاب و “قارئ الصدفة” الذي وقعت عينيه على بعض الجُمل، تم تصويرها بطريقة انتقائية، وبشكل يدعو للاستغراب والدهشة،.. “لماذا تعمّد تصوير أجزاء بسيطة من الكتاب؟!
طرح الأسئلة، ليس بالضرورة أن يكون مقترنا بـ”المساءلة” ومحاسبة، الحكومات في ليبيا ومؤسساتها المعنية، التي كان من المفترض، أن تكون راعية للسلام والتهدئة، بل لأجل تفادي الأخطاء، وأن يتعاملوا مع الأحداث والمحافل الشبابية بنوع من الهدوء ومعرفة الحدث قبل التحرّك أو التصرّف ضد من يحاول أن يُثبت أن ليبيا ليست بلد الميلشيات والفوضى.
ما حدث لمنظمي مهرجان “كومكس كون”، ومنظمي كتاب “شمس على نوافذ مغلقة” يُعتبر حربا خفية، استخدمت وتُستخدم فيها الأسلحة “الخطأ”، كل مرة وبذات التهم، على المجتمع المدني، وكل من ينتمي إلى ليبيا السلام والمعرفة.