“الحج” إلى مقر السراج تحولات وأقدار سياسية.. أم “شيء ما”؟
218TV| خاص
السؤال الليبي العريض هذه الأيام إن كان على مستوى “الطبقة السياسية الرخوة” أو على مستوى “الرأي العام الليبي” يكاد أن يُخْتصر في سؤال واحد، ويتمثل في محاولة الاستعلام عما فعله رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج فعليا في الأسابيع والأشهر الأخيرة، فما فعله السراج لا يزال عصيًا على الفهم، لكنه مرتبط على الأرجح ب”طريقة لعب جديدة” مارسها السراج، ودفعت العديد من الشخصيات السياسية في ليبيا إلى إطلاق “موسم حج” إلى مقر إقامة السراج في العاصمة طرابلس، وفي عواصم زارها السراج مؤخرا.
ف”سبحان مُغيّر الأحوال” يقول مراقبون، فنفس الشخصيات وبعضها نواب، وتُمارس حاليا “عادة الحج السياسي” إلى حيث السراج، هي الشخصيات ذاتها، التي كان قبل أشهر قليلة يجتهد ل”الاتصال والتواصل” معها دون جدوى، فلم يكن يمل من “طرق أبوابها”، دون أن يعرف أحد السر وراء احتشاد هذه الشخصيات في فنادق طرابلس هذه الأيام بانتظار موعد معه. ماذا فعل السراج؟ هذا لا يزال في “علم الغيب”.
يحلو لأوساط تجيد التحليل السياسي، وقراءة ما بين أسطر الأزمة الليبية القول إن ثلاثة احتمالات تتصارع فيما بينها لتفسير الانقلاب في العديد من المواقف بالسراج وحوله، وما إذا كان لظهور السراج في مؤسسات القرار الأميركي مؤخرا علاقة بالانطباع الدارج بأن “رحلة واشنطن” قد كانت بمثابة “شهادة أميركية” تؤهل السراج للعب ب”دوري المحترفين” داخل المشهد الليبي.
يلفت أحد الاحتمالات إلى أن “الحركة المزدحمة” تجاه السراج خلفها “تسريبات” من “عواصم مهمة” كشفت أن أحد كفتي “الميزان الليبي” مال لصالح السراج والفريق الخاص به، وأن السراج يُحضّر للمرحلة الثانية من مشواره السياسي، وأن “الشاطر” من سيصعد معه إلى “فرقاطة” الخطوة التالية، خصوصا وأن الرجل قد نوّع في طريقة “اللعب والنبرة والتكتيك”، وأنه ينتقل تدريجيا نحو “مرحلة التتويج”.
من الاحتمالات على ما تقوله أوساط إن السراج مارس “قوة الإيحاء” السياسي لعناصر من “الفريق الآخر” بأن الكفة الدولية مالت لصالحه تماما، وأنه سرّب ومرّر ذلك الإيحاء لخصومه في رسائل من العواصم البعيدة عبر فريق سياسي “ضيق ورشيق” أتقن نثر الإيحاء إعلاميا وسياسيا ومجتمعيا، وهو ما صدّقه أصحاب “المواقف الرمادية”، الذين وضعوا رِجْلاً في هذا الفريق، ورِجْلا في الفريق الآخر انتظارا ل”قرارات وإشارات وإيحاءات” العواصم.
في الاحتمالات أيضا في أسرار موسم الحج للسراج ما يسهل تمريره ويصعب تصديقه وهو أن السراج أمّن من حلفائه خارج ليبيا ما يسيل له اللعاب، وأنه قرر استخدام “الجزرة” معهم، لأنه بلا عصى أساسا في عاصمة مستباحة، لكن مضبوطة مثل طرابلس.