الجولان أرض عراقية!!
حيدر حسين علي
لم يكد جرح فاجعة العبّارة الغارقة في الموصل العراقية يندمل حتى تلقّى كلُّ عربي شريف طعنة أخرى في قلبه وضميره ووجدانه تمثلت بقيام رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” بالتوقيع على مرسوم أسود في بيته البيضاوي اعترف بموجبه بهضبة الجولان السورية أرضا تابعة للكيان الإسرائيلي.
ولعلّ القارئ يتساءل كيف للجولان أن تكون أرضا عراقية كما ورد في عنوان المقال فأقول إن الأمل لا زال قائما بصحوة عربية جديدة كتلك الصحوة التي قامت عام 1973 واستعادت الأمة العربية فيه مجدها الذي أضاعته نكسة العام 1967، وكان للجيش العراقي بطيرانه وقواته ودباباته اليد الطولى في هذه الصحوة بعد أن قدّم الشهداء وعبّد الطريق نحو النصر الناجز على الكيان الإسرائيلي.
إن من أضاع الجولان هو ذاته الذي قَبِل بالسلام الزائف عام 1973 بعد أن سارت الدبابات العراقية على سرفاتها لعدم كفاية الناقلات العسكرية لها من بغداد حتى دمشق من دون توقف بعد أن علم العراق أن دمشق العزيزة أصبحت على مرمى دبابات الإسرائيليين وكادت أن تسقط بيدهم بعد أن سقطت القنيطرة.
ولولا دبابات العراق الأشم التي سحقت أقوى الفرق المدرعة الإسرائيلية وحوّلت دباباتها إلى حطام متناثر لكانت عاصمة سوريا اليوم مدينة أخرى بخلاف دمشق.
وكاد الجيش العراقي الذي كان من أفضل وأقوى الجيوش على مستوى العالم في حينها أن يتقدم لاستعادة هضبة الجولان المحتلة وينطلق منها نحو فلسطين لتحريرها إلا أن قبول القيادتين السورية والمصرية آنذاك بوقف إطلاق النار مع الكيان الإسرائيلي جعل من القوات المدرعة العراقية قوات غير مرغوب فيها لا سيما أنها لا تمتلك خطوط تماس مباشرة مع هذا الكيان لتواصل حربها معها ولتضيع الجولان بالمحصلة.
إن أرض الجولان عراقية لأن العراقيين وحدهم من كانوا على أعتاب استعادتها عام 1973 لولا السلام الزائف الذي أحبط هذه الاستعادة.
وستبقى الأجيال الحالية والقادمة في العراق تعقد الآمال على يوم ينهض فيه الجيش العراقي ليستعيد جميع الأراضي المحتلة وعلى رأسها الجولان العراقية المغتصبة ويدحر الكيان الإسرائيلي كما دحر الإرهاب من قبل.