“الجوار الليبي” يحترم “الصخيرات”.. لكن الحدود “ذائبة”
218TV | خاص
لم تتردد أي دولة مجاورة لليبيا منذ التوقيع على اتفاق بين أطراف سياسية ليبية على اتفاق سياسي رعته منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية في اعتبار الاتفاق على أنه “منصة ثابتة ومهمة وأساسية” للحل السياسي في ليبيا، بحسب تصريحات أطلقها مسؤولو الدول المجاورة لليبيا، والتي ظلت على الدوام خلال السنوات القليلة الماضية “مُهدّدة بالفوضى” التي تعيشها ليبيا في آخر عامين قبل توقيع الاتفاق السياسي.
وبعد بدء المؤسسات الرسمية التي أصبحت واقعة تحت سلطة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وهو أول الأجسام السياسية المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، فقد لوحظ أن الدول المجاورة لليبيا أصبحت تتعامل مع المجلس الرئاسي على أنه “الجسم الشرعي” في ليبيا، لكن العديد من هذه الدول لم تكن تُقدّم دعماً أمنياً لليبيا بخصوص الحدود المشتركة في ظل ضعف الأمن والجانب الاستخباري في ليبيا، فالعديد من حالات التهريب للبشر والبضائع “المُجرّمة والمُحرّمة” كانت تأخذ طريقها إلى الداخل الليبي، وسط شكوك بوجود “تواطؤ ما رسمي”، فيما لم تكن تلك الدول تُقدّم سوى الوعود.
وفي السنوات القليلة الماضية سافر أكثر من مسؤول أمني في ليبيا إلى دول مجاورة لتقديم “تقارير ومعطيات أمنية” بأن دول مجاورة لا تبذل جهداً كافياً، أو المأمول ليبياً لضبط الحدود التي بدت في مراحل معينة كما لو أنها “ذائبة تماماً”، وهو الأمر الذي سمح بتسرب العديد من العناصر الإرهابية من تنظيمي “القاعدة” و”داعش” نحو الأراضي الليبية، إذ نفّذت هذه العناصر العديد من العمليات الإرهابية، فيما سعت داعش أكثر من مرة لإقامة “إمارات ظلامية” لها في أكثر من مدينة في ليبيا.