الجغرافيا الإعلامية لـ “داعش”
تشي ملامح تنظيم داعش الوحشي في المنطقة، بتجربة فريدة من الإرهاب الحداثي ليس على مستوى دمويته فقط، بل ومن خلال تطور العقل السياسي للتنظيم.
جاء هذا القول في تقرير لـ "الشرق الأوسط"، معتبرا أن ملاحظة هذا التطور يمكن ملاحظته من خلال الجغرافيا السياسية للتنظيم ، موضحا أنه عمل لأجل ذلك على اقتطاعه جزءا من العراق وآخر من سوريا، لتحقيق بنية اقتصادية خاصة ومستقلة باستحواذه على آبار النفط كأحد الأهداف الرئيسية له في خريطة تمدده الجغرافي على الأرض.
وألمح التقرير إلى أن هنالك لمسات استخباراتية لا يمكن إغفالها في بنية التنظيم، بحسب باحثين وخبراء، عزوا ذلك إلى قدرات قيادية ربما تكون من بقايا حزب البعث أو من دول أجنبية متنوعة لها أهدافها المختلفة.
وبالتركيز على النقطة المحورية، ناقش التقرير الدعاية الإعلامية غير المسبوقة والتي وصفها بـ "الاحترافية"، كمضامين مستوى ومحتوى الصورة ودقتها ومؤثراتها السينمائية السمعية والمرئية. أو ما عرف بـ«إدارة التوحش»، وهو وصف ورد كمسمى للكتاب الشهير التنظيري للقاعدة الصادر في عام 2008 تحت اسم مؤلف حركي يسمى «أبو بكر ناجي».
وفي قراءة متأنية للكتاب، فغنه يتم ملاحظة التركيز على ما أسماها "المناطق الرخوة" من أي دولة توشك على الانهيار، للانقضاض عليها واستغلالها ولو في إقامة إمارة صغيرة. في المقابل، يدعو الكتاب لاستنزاف الدولة الصلبة المجاورة غير القادر على اختراقها لتماسكها.
وقد ركز الكتاب على دور الإعلام بطريقة مثيرة للتأمل من حجم تنوعها والخيال بعيد المدى في "صناعة إمبراطوريات إلكترونية" ليس من خلال إظهار أعمال التنظيم للجماهير وفلسفتها، بل يدعو لاستخدام الإعلام لنقد الإعلام المضاد وتشريح خطابه والتركيز على عيوبه السياسية والشرعية، من وجهة نظر التنظيم المتطرف طبعًا.
يقول التقرير، بأن «داعش» طور من قيمة الهدف الإرهابي بتحويله من حدث يعبر عن إثبات وجود، إلى حدث دام وقابل للتوظيف السياسي. استهدف «داعش» السعوديين من أبناء الأقليات الدينية، واستهدف رجال الأمن في مساجدهم وفي عرباتهم الأمنية، بل واخترقت آيديولوجيته حتى المنازل المغلقة حد الاعتداء المسلح على الأقارب وأبناء العمومة.