الجضران على مسارات داعش صوب الهلال النفطي
218|خاص
المعطيات التي يفرزها المشهد الأمني في ليبيا، والمرشح للتدهور في أي لحظة على وقع انقسام سياسي حاد، وفي ظل تحذيرات دولية على شكل مخاوف من “عودة وشيكة لداعش”، تكشف عما يمكن اعتباره “نشاطاً مريباً” يجري على نحو كثيف غالبا، وأحيانا متقطع في الأودية المتاخمة لمدينة بني وليد، وهي مناطق متداخلة جغرافيا وتبدو الحركة فيها صعبة للغاية، ولها مسالك نحو القداحية وبونجيم، لكن المعطى الأمني الهام الذي تكشفه المعلومات أن هذا النشاط في تلك المنطقة يعود لعناصر تابعة لإبراهيم الجضران.
وتجري حركة عناصر تابعة للجضران عبر طريق غير معبد يُعْرف بالنهر، على مسارات معروفة لقوات أمنية وسكان المنطقة بأن تنظيم داعش يستخدمها في حركته، وأن قوات “البنيان المرصوص” سبق لها أن هاجمت هذه المنطقة أكثر من مرة في هجمات ضد عناصر داعش، فالمسارات التي تصل حتى الفقهاء تبدو الأكثر استخداما من قبل عناصر داعش، وسط شكوك تصل إلى حد مخاوف من امكانية أن يكون الجضران يعد لهجوم جديد على منطقة الهلال النفطي، فيما تدور الأسئلة التكهنات بشأن علاقة ما بين داعش والجضران في الإعداد لهجوم ضد قوت الليبيين الذي ظل مطمعا لجماعات مسلحة عدة تريد “وضع اليد” عليه بحثا عن موارد مالية.
المعطيات الأمنية التي تكشفها المصادر تشير إلى أن مستويات عسكرية تابعة للجيش الوطني قد نسقت على “مستوى منخفض وغير معلن” ومن المرجح أن يكون على “مستوى شخصي” بين عناصر من الجيش الوطني، و”البنيان المرصوص” بخصوص هذا “النشاط المريب” في أودية بني وليد، فيما تخضع المنطقة حاليا لقوة حماية سرت التي سبق لها أن لقيت إشادة من الجيش الوطني على صعيد التعاون في ملف محاربة الإرهاب.
في المعطيات الأمنية أيضا تكشف أن الكتيبة (128) مشاة تحت إمرة الرائد حسن الزادمة تقدمت باتجاه مشروع اللود وبونجيم في مهمة لم تتعدى هدف الاستطلاع، وأن هذه المهمة شاركت بها كتيبة طارق بن زياد تحت إمرة الرائد عمر المقرحي، في حين لم يكن ممكنا التأكد من مشاركة الكتيبة (106) في العملية، علما أنه لم تُسجّل أي اشتباكات حول العملية، وظلت العديد من تفاصيلها طي الكتمان.