الجزائر تولي القضية الليبية اهتماما “خاصا”
برزت مساع الجزائر الحدودية مع ليبيا التي تبذلها مؤخرها عبر جهود مكثفة لتصدر المشهد من خلال دعواتها لاحتضان اجتماع للمصالحة الليبية، وعقد اجتماعات ثنانية أخرى لحل الأزمة الليبية والتي باتت تسابق الخطوات الغربية لاحتواء الملف الليبي.
وترجمت هذه الخطوات بدعوات جزائرية لاحتضان ملتقى المصالحة الليبية لجمع الأطراف بمختلف الأطياف ليعلن رئيس الحكومة عبدالعزيز جراد بعد ذلك في اجتماع مجموعة الاتصال بالاتحاد الافريقي حول ليبيا استعداد بلاده لاستقبال المؤتمر للمرة الثانية بهدف جمع ممثلي القبائل والقوى الفاعلة، تمهيدا لتشكيل حكومة توافق وطني بعد أن أعلن الاتحاد الافريقي أنه سيقيم ملتقى للمصالحة الليبية في أديس أبابا يوليو المقبل.
وتزامنت الدعوات الجزائرية مع إعلان الرئاسة زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون الاثنين المقبل لتونس تلبية لدعوة نظيره التونسي قيس سعيد وستتناول مباحثاتهما عدة ملفات أبرزها الملف الليبي لتوحيد المواقف والمبادرات بشأن الأزمة الليبية، والدفع بمبادرة لعقد مؤتمر حوار ليبي في الجزائر أو تونس.
وتأتي هذه الخطوات تزامنا مع تباحث وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان تطورات الأزمة الليبية، وتداعياتها على الأمن بالمغرب العربي وحوض المتوسط، على هامش اجتماعات اللجنة الثنائية للتعاون الاقتصادي، وتناول الجانبان عددا من القضايا الإقليمية والدولية خاصة الملف الليبي، وجهود البلدين في إيجاد حل للأزمة من خلال مخرجات مؤتمر برلين.
ويبدو أن الجزائر التي تعد حكومتها جديدة العهد تسير في خطى ثابتة ومتسارعة لتولي زمام المبادرة والقيادة العربية لحل الأزمة الليبية، وكما يبدو تسعى للحصول على دور أكثر جدية بعد تراخي التعامل مع الملف الليبي من الجامعة العربية والدول الأعضاء، وفي ظل هذه الجهود الجزائرية ما تزال الأعين صوب الأمم المتحدة في جنيف لتتمكن من إيجاد خليفة لسلامة، وإعادة جلسات المسارات السياسية والعسكرية واستئناف الحوار من جديد، وإلا سيكون الجهد الجزائري خطة بديلة إذا لم توجد الأطراف قشة تتمسك بها من الغرق.