الجزائر تنتهج سياسة الحياد الهادئ في ليبيا.. لماذا؟
تقرير 218
بعد سنوات من العمل بهدوء وراء الكواليس، اعتمدت الجزائر سياسة أكثر حزما تجاه الحرب في الجارة ليبيا على صعيد متكافئ علناً بين الطرفين إلا أن زيارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الأخيرة خلقت ذعرا سياسيا بسبب استقبال وزير خارجية الحكومة الليبية عبدالهادي الحويج له بشكل رسمي في طبرق.
الذعر السياسي كما وصفه مركز “أتلانتيك كاونسيل” للدراسات، جاء بسبب غموض السياسة الخارجية الجزائرية واتباعها لسياسة الحياد الهادئ في ليبيا، التي أحبطها في نهاية المطاف تصاعد وتيرة التدخل العسكري الدولي الذي طغى على الصراع في ليبيا ومن جانب آخر مخاوف الجزائر من وصول الإرهاب إلى حدودها الطويلة المشتركة مع ليبيا.
وفي محاولة لإدارة تضخم النشاط على حدودها، يبدو أن الجزائر ما زالت ملتزمة بتعزيز التسوية والحوار السياسي برعاية أممية إلا أنه وبحسب تحليل المركز الأميركي ـ يبدو أن الجزائر مستعدة لخوض حرب دبلوماسية- إذ ما زاد إحباط القوى الدولية لمحاولة ضمان الاستقرار في ليبيا.
وأشار المركز في تقريره إلى أن الرئاسة الجزائرية تسعى –عبر وتيرة متسارعة- لتصدر المشهد في ليبيا بعد تيقنها بعدم اهتمام الأطراف الدولية المتصارعة والطامعة في ليبيا بمصير الأخيرة، وفي ظل مشهد مليء بالأجندات والمطامع لا تزال ليبيا ومواطنوها الضحية الوحيدة.
وتُشكّل ليبيا مصدر قلق أمني للجزائر، بسبب الانتشار الكبير للأسلحة وحالة عدم الاستقرار التي تُسيطر على البلاد منذ أعوام، فضلاً عن انتشار مُقاتلين أجانب بصورة ملحوظة مؤخراً.