الجزائر.. الحراك يكشف تصدعات الأحزاب السياسية
تقرير | 218
يبدو تأثير الحراك الشعبي في الجزائر أعمق من أن يقتصر على تغيير رأس السلطة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فقد أفرز خلال الشهرين الماضيين، اضطرابات داخل أحزاب موالية للسلطة ومعارضة لها، ما قد يؤدي إلى التخلص من رموز فيها وقد يطيح برؤوسها.
وقد تكون الإطاحة برئيس الوزراء المستقيل أحمد أويحيى عن زعامة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أول الغيث، مع تنامي الحملات ضده وأبرزها تلك التي أطلقها كاتب الدولة للشباب سابقا بلقاسم ملاح داعيا إلى تشكيل هيئة وطنية تعقد مؤتمرا استثنائيا للحزب لطرح الثقة بـ”أويحيى”، والحملة الأشرس التي يشنها ضده المتحدث باسم الحزب صديق شهاب، الذي دخل في صراع قوي معه فأصدر بيانا تبرأ فيه من شهاب وعزله من الحزب.
وطالت موجة رفض شعبي أيضا وزراء حكومة نور الدين بدوي الذي كلفه بتشكيلها بوتفليقة قبل استقالته، فقد وجدت مجموعة منهم عشرات المحتجين في استقبالها بمطار بشار في محاولة لمنعهم من القيام بجولة تفقدية للمنطقة، رافعين لافتات تطالبهم بالعودة، وتصفهم بأنهم غير شرعيين، كما اضطر وزير الأشغال العمومية لإلغاء زيارته للعاصمة عندما احتشد عدد كبير من الأشخاص لمنعه من زيارة موقع تابع للوزارة.
وأبدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان استغرابها من تحذيرات الشرطة بوجود أشخاص أجانب ضمن التظاهرات جاؤوا لإذكاء التوترات، كما أعربت منظمات المجتمع المدني الجزائري عن قلقها الشديد لتشدد الشرطة حيال المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة.