حياة

الجانب الذي لا تعرفه عن “أديب نوبل”


أن تفوز كعربي بجائزة نوبل لهو أمر جدير بإدخالك التاريخ، ولكن أن تفوز بها عن الأدب فهذا حدث لم يتكرر مرتين، فلم يحصل على الجائزة سوى الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 11 ديسمبر.

ورغم أنه لا يوجد ما يسمى بـ”جائزة نوبل للإنسانية”، إلا أن نجيب محفوظ الأديب كان يستحقها عن جدارة، فالرجل الذي نال نوبل للآداب  1988، لم تكن مواقفه الإنسانية تختلف عن كتاباته الأدبية روعة وجمالاً، فكان إنسانًا قبل أن يكون أديبًا، وفي ذكرى ميلاده الـ107 نستعرض جانبًا إنسانيًا لا يعرفه الكثيرون عن حياة صاحب “أولاد حارتنا”:

– موقفه ممن حاولوا اغتياله:
تسببت الطعنة التي وجهها أحد الإرهابيين المتشددين للأديب نجيب محفوظ في عنقه، في إرهاق عصب يده اليمنى، وهو ما أثر على طريقة كتابته بعد ذلك، وعلى حياته بشكل عام، وعندما حُكم على الشاب الذي نفّذ محاولة الاغتيال تمنّى “محفوظ” لو أن الحكم عليهم لم يكن إعدامًا.

وقال “محفوظ”: “أشعر بالأسف أيضاً من أن شباباً يكرس حياته للمطاردات والقتل فيطارد ويقتل، بدلاً من أن يكون في خدمة الدين والعلم والوطن، إن الشاب الذي رأيته يجري كان شابا يافعا في ريعان العمر، كان من الممكن أن يكون بطلا رياضيا أو عالما أو واعظا دينيا، فلماذا اختار هذا السبيل؟ لست أفهم.. إنه ضحية، لذلك فشعوري نحوه هو شعور الأب تجاه الابن الضال الذي ضل الطريق، إنه شعور أكثر إيلاما مما يمكن أن تشعر به تجاه أي مجرم عادي”.

– محفوظ والقضية الفلسطينية: 

اتهم العديد من النقاد الأديب نجيب محفوظ بأن حصوله على جائزة نوبل جاءت بسبب تجاهله لدعم القضية الفلسطينية، ولكن في حديث تلفزيوني أخير لابنته “أم كلثوم” صرّحت بأنه وضع نصيبه من القيمة المادية لجائزة نوبل التي حصل عليها عام 1988 والتي كانت قيمتها 330 ألف دولار، لصالح بعض الأعمال المتعلقة بالصحة والتعليم لدعم الفلسطينيين، حيث دفعه في وقف تابع لمؤسّسة “الأهرام” يوجه ريعه إلى دعم الفلسطينيين.

– محفوظ داعماً للشباب: 

حكى الأديب محمد سلماوي قصة شاب قابل “أديب نوبل” في الشارع وكان خارجًا لتوه من المعتقل السياسي، وقد كان يحب الكتابة، مما دفع محفوظ إلى أن يدعوه إلى لقائه الأسبوعي بكازينو قصر النيل، وذهب الشاب ووجد نفسه بين عمالقة الأدب، وشكر “محفوظ” في نهاية اللقاء، ودأب على الحضور وبدأ يشارك برأيه في الحوار، حتى باغته “محفوظ” ذات يوم: “أنا لا أقرأ شيئا كتبته”، ليرد الشاب المعدم أنه يحب الكتابة، ولكنه لا يملك ثمن القلم والورق، فأخرج محفوظ من جيبه قلمًا من نوع “شيفرز” وأعطاه للشاب قائلاً: “هذا قلمي أكتب به”، ثم أعطاه 20 جنيهاً وقال: “هذا ثمن الورق، والنشر اتركه لي”.

وأعاد الشاب القلم بعد ذلك للروائي محمد سلماوي، بعد أن ظل محتفظًا به لسنوات، وهو الآن موجود وسط مجموعة من متعلقات نجيب محفوظ في خزانة عرض متحفية خاصة بالمبنى التاريخي لاتحاد الكتاب بقلعة صلاح الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى