الجارح يكشف لـ”البلاد” عن بوادر توافق بين الرئاسي والرجمة
أصحاب المصالح المشتركة
أشار الباحث والكاتب السياسي محمد الجارح في مداخلة عبر برنامج “البلاد” على شاشة 218NEWS إلى وجود نوع من المواجهة بين حزب الأمر الواقع، المُتمثل في الذين يتحاربون على الأرض ويعلنون باستمرار أنهم أعداء ويستغلون مطالب الناس ومعاناتهم من أجل الحصول على مكاسب ومنهم مجلس النواب ومجلس الدولة وحكومة الوفاق والحكومة الليبية والقيادة العامة، حسب قوله.
وأضاف الجارح أن “هذه الأجسام يمكنها التفاهم وتقديم التنازلات لبعضها البعض وهذا قد يأتي بنتيجة. وفي المقابل لدينا الغالبية العظمى من الليبيين الذين يطالبون بالتغيير وإبعاد من تولى مناصب قيادية في المراحل السياسية السابقة من المشهد السياسي”.
وأكد “الجارح” أن كل ما يحتاجه حزب الأمر الواقع في هذه المرحلة هو المحافظة على وضعية الانقسام والحروب والتدخلات الخارجية وانعدام الرقابة والمسئولية. وكلما توفرت لديهم القوة العسكرية يدعون إلى الحرب ويذهب الليبيون ضحية هذه الحرب.
ويرى الباحث السياسي أن التغيير الذي تطالب به الغالبية العظمى يحتاج إلى مجموعة من الأشياء منها حكومة قوية قادرة على وضع التشريعات والقوانين لإحداث عملية النقل من حالة الفوضى والانقسام القائمة الآن إلى حالة انتخابات. ولكي يتحقق التغيير فهذا يعني أننا بحاجة إلى انتخابات.
وحسب الجارح، فإن الطريقة الوحيدة التي بالإمكان القيام من خلالها بالتغيير هي الحوار السياسي. لكنه يقول “للأسف حتى هذا الحوار يضم أجساما معرقلة تمثل مصالح ضيقة لحزب الأمر الواقع”.
خفوت نجم صالح
يرى محمد الجارح أن نجم عقيلة صالح خفت بشكل كبير جدا خلال الفترة الماضية بعد الزخم الكبير الذي حظي به خلال شهر أبريل ومايو الماضيين. إضافة إلى أن هذا النجم قد خفت بعد الأزمة التي مرت بها المنطقة الشرقية وتوتر العلاقة بينه وبين وحفتر. وانتصار حفتر في هذه الجولة، وفق ما ذكره الجارح.
وحول أسباب تراجع شعبية عقيلة صالح، أشار الجارح إلى “اكتشاف أنه لا يملك الأدوات المطلوبة ليكون لاعبا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه. بعكس خليفة حفتر كقائد مؤسس للجيش ومستمر حتى هذه اللحظة في استخدام كل الأوراق المتاحة له. سواء القوة العسكرية والسيطرة على الأرض أو العلاقات الخارجية الجيدة مع داعميه الإقليميين وما زال حتى هذه اللحظة قادرا على فرض نفسه كرقم أساسي في المعادلة الليبية”.
ويتابع: “وعلى الرغم من أن الروس تواجههم أزمة كبيرة جدا في التعامل مع خليفة حفتر لأنه أثبت أنهم غير قادرين على فرض وجهات نظرهم على قائد الجيش. يعرف الروس أن عقيلة صالح لا يزال لاعبا سياسيا مهما، لكنهم في ذات الوقت يعون جيدا أن حجم عقيلة صالح في هذه المرحلة أقل بكثير مما كانوا يتمنون”.
ولفت الباحث السياسي إلى أن الروس ربما استخدموا عقيلة صالح -كما المصريين- كورقة للضغط وترويض خليفة حفتر ليقدم تنازلات معينة في مسألة عدم الذهاب إلى حرب أو رفض وقف إطلاق النار.
وأوضح” الجارح” أن عودة الحياة للمجلس الرئاسي هي بسبب تعثر مسار الحوار السياسي الليبي. مستطردا: “أصبح سيناريو بقاء السراج في السلطة قابلا للتحقق. هناك أيضا بعض المعلومات التي أصبحت تتحدث عن توافق ما بين السراج والرجمة”.
حكومة هشة
ويؤكد “الجارح” أن ستيفاني وليامز لن تسمح بإهدار المزيد من الوقت، خاصة أن لديها تفويض من مجلس الأمن وقادرة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات. وربما ستلجأ إلى فرض سيناريو محدد على لجنة الحوار السياسي الليبي بسبب الفشل في الإتيان بحل توافقي.
ويعتقد الكاتب السياسي أن الإشكالية التي تواجه ستيفاني هي مسألة الشرعية. ولا ينكر أن ستيفاني قادرة على فرض حل معين. وقادرة عن طريق مجلس الأمن والمجتمع الدولي على حماية هذا الخيار، بحسب قوله.
ويشكك “الجارح” في قدرة ستيفاني وليامز على فرض الحكومة الجديدة. فقد تحدث بالفعل تسمية حكومة من قبل الحوار السياسي، لكنها حكومة غير فاعلة وغير قادرة على السيطرة على الأرض مثل حكومة الوفاق بل وأسوأ منها لا يعترف بها الثني ولا السراج ويصبح لدينا حكومة ثالثة. قد يعترف بها العالم ولكنها غير قادرة على العمل لتهيئة البيئة على الأرض ليكون عندنا انتخابات يوم 24 ـ ديسمبر القادم.