خاص|218
يقف قصر الثني في وجه الإهمال شاهداً من شواهد التاريخ وحضارة مرت بثقة تاركة أثراً طيبا .. رغم صموده يشكو، منتظرا قدوم المنقذ قبل فوات الآوان، فسقفه آيل للسقوط وبناؤه الذي كان متماسكاً لايبدو اليوم كذلك .
يجذب إليه الزوار رغم سوء أحواله ورغم التحذيرات بعدم الإقتراب منه تحاشياً لانهيارات قد تحدث في أي لحظة.
بُني قصر الثني في القرن التاسع عشر وكان مأوى للمهاجرين إلى الجغبوب كما كان مركزاً أمنياً في فترة الاحتلال الإيطالي وسُجن الكثير من أهل الواحة داخل أسواره.
يقول أحمد السنوسي أحد حكماء الجغبوب التي تحتضن القصر: “بالنسبة لقصر الثني هو قصر محمد محمد الثني، أصوله من غدامس والتحق بالحركة السنوسية حوالي سنة 1860 فاستغل القصر وكان عنده من العاملين في خدمته مالا يُحصى ولديه غرفة داخل القصر كان يود أن يدفن فيها لولا أن أشار البعض أن يدفن مع إخوانه في المقبرة ودفن بها مع كبار إخوان السنوسية في الجغبوب “.
يشير المهتمون والمدافعون عن بقاء هذا الصرح التاريخي إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني زار القصر ولكنه لم يحرك ساكناً –حسب وصفهم- أو يعطي التعليمات بصيانة اقصر الأثري، رغم صلة القربى مع محمد محمد الثني صاحب القصر وبانيه.
يؤكد أحمد السنوسي من جانبه : ” قصر الثني جزء من تاريخ الجغبوب وبالتالي تاريخ ليبيا يفترض صيانته ويتخذ منه مركزاً سياحياً أو متحفاً وإذا كانت عائلة الثني وعلى رأسها عبدالله الثني يرغبون في تعويض فهذا شأن يتم بينهم وبين الدولة “.