الثلاثيات الليبية “المُسْتعصية”.. مشاكل “أكبر وأخطر”
218TV.net خاص
أمكن طيلة السنوات الماضية، التي تلت السابع عشر من فبراير التوقف مليا عند دلالات الانقسام المؤسساتي في أنحاء كثيرة من ليبيا، وهو انقسام آخذ بالتمدد والتوسع نحو آفاق أعمق، مُنْذرا بمشاكل “أكبر وأخطر” في الداخل الليبي، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو سر “الثلاثية المُسْتعصية” التي رقدت على صدور الليبيين، إذ لوحظ أن للرقم ثلاثة تكرار غريب.
في ليبيا يتم الحديث عن ثلاث عملات، فهناك عملة طبعها مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، وأخرى طبعها المصرف المركزي في البيضاء، علما أن الدولار هي عملة يشغل الليبيين أنفسهم بها طوال اليوم صعودا وهبوطا، وهو ما يجعل منها “عملة ثالثة”.
وعلى صعيد الحكومة، فإن ليبيا تُقاد فعليا من ثلاث حكومات، الأولى من طرابلس وهي حكومة الوفاق الوطني التي يديرها مجلس رئاسي برئاسة فايز السراج، أما الثانية فهي الحكومة المؤقتة التي يعترف بها مجلس النواب المُنتخب ويرأسها عبدالله الثني، أما الحكومة الثالثة فهي حكومة الإنقاذ التي يرأسها خليفة الغويل.
وفي مصادفة غريبة، فإن الرقم ثلاثة قد انسحب أيضا على المبعوثين الأممين منذ ثورة فبراير، فعددهم حتى الآن ثلاثة، إذ بدأ المهمة اللبناني طارق متري، الذي سلمها إلى الإسباني برنارد ليون، قبل أن يتولاها الحالي الألماني مارتن كوبلر، علما أن الحديث يجري أمميا في الوقت الراهن عن موفد أممي رابع، لكن أمره لم يُحْسم بعد.
الثلاثيات الليبية المُسْتعصية لم تتوقف، فالأجسام التشريعية التي ظهرت ليبياً منذ السابع عشر من فبراير عام 2011 هي ثلاثة أيضا، فالمؤتمر الوطني العام كان أول جسم يظهر من الناحية التشريعية، قبل أن يولد مجلس النواب الذي يعتبر يعتبر جهة شرعية ومنتخبة، قبل أن يُوجِد الاتفاق السياسي المُوقّع بمدينة الصخيرات جسما ثالثا هو مجلس الدولة الاستشاري.