التيار الوطني يناقش تجربته على الهواء
في اليوم الثاني لندوة التيار الوطني استمر نقاش الضيوف الحاضرين حول تجربة التيار الوطني على امتداد التاريخ الليبي الحديث.
وافتتح الكاتب والسياسي د. محمد عبد المطلب الهوني الندوة بورقة عن تاريخ التيار الوطني منذ عام 1943 استعرض فيه تجارب تأسيس التيار قبل الاستقلال، وتجربته القصيرة خلال أول انتخابات وغياب التجربة الحزبية عن ليبيا في بقية حكم المملكة وخلال حكم القذافي وصولاً إلى التجربة الحديثة في فبراير.
ورأى الكاتب منصور بوشناف من جانبه أن التجربة الحزبية العربية وقعت في خطأ كبير بمحاولتها تطبيق نماذج من الخارج إلي بلداننا بدون تعديلها، مضيفاً أن تجربة تحالف القوى الوطنية هي فكرة جيدة ولكن لم تتمكن من إحداث تغيير.
بينما قال رئيس تحالف القوى الوطنية د. محمود جبريل أن التحالف التحالف مارس السياسة قبل أن يكون حزب، مضيفا أن غياب المشروع هو السمة البارزة في التيارات الحالية.
ووصف المتابع للشأن العام د. سالم الهمالي سيطرة الإسلام السياسي بأنها جاءت لغياب التيارات المنافسة على الساحة.
وعزا الكاتب فرج الترهوني عدم نمو تيارات وطنية في ليبيا إلى أسباب ترتبط جغرافياً بالبلاد، وعدم وحدتها تاريخياً ككيان.
أما الكاتب سالم العوكلي فكانت رؤيته أن انتخابات 2012 كانت كارثة بوجود 80 مقعداً للأحزاب مقابل 120 للمستقلين، مطالباً بصياغة قانون جديد للانتخابات.
وذهبت المحامية آمال بوقعيقيص في ذات الاتجاه بقولها إن البرامج الحزبية تجعل المحاسبة متاحة، مطالبة بأن يكون لها دور فاعل في مرحلة الانتخابات القادمة.
ونقل الناشط المدني أحمد التواتي النقاش إلى محور آخر عندما قال إن الأحزاب تمت شيطنتها، معبرا عن عدم ثقة الشارع في الأحزاب.
بينما أشار عضو المؤتمر الوطني السابق حسين الأنصاري إلى أن الصراع السياسي في البلاد يدفع ثمنه المواطن البسيط، وأن الحوار تطغى عليه قضايا النخبة.
القاضي كمال حذيفة شكا الوضع القائم، قائلاً إنه لا يمكن أن يوجد تيار مدني في ظل وجود أمراء الحرب وانتشار السلاح.
أما المحامي والحقوقي عبد الحفيظ غوقة فقد نوه إلى أن هناك جلد للذات في تقييم التجربة التي يجب ذكر إيجابياتها أيضاً.
وفي ختام حديثه أكد د. محمد الهوني أن ليبيا من الدول القلائل التي لم تعرف الحزبية، لكن الديمقراطية لا يمكن أن تكون من دون أحزاب.
بينما نالت الندوة متابعة من عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها نقاشاً سياسياً مفتوحاً لتيار سياسي على الهواء مباشرة طرحت فيها قضايا تمس السياسة وتجربة التيار منذ بداية فبراير إلى اليوم.