“التنين الصيني” يتسوق من أوروبا ” رياضيا.. هل تعرف الأسباب؟
218TV.net خاص
انتقل الأرجنتيني كارلوس تيفيز، والبرازيلي أوسكار إلى الدوري الصيني الأمر الذي فجّر قضية تغوّل هذا التنين في الكرة العالمية وخطف نجومها.
وقبل هذين اللاعبيْن انتقل العديد من اللاعبين مثل البرازيلي هالك والسنغالي ديمبا با ، والأعين الآن نحو الإنجليزي واين روني وأليكسيز سانشيز.
الفرق بين الصين وبقية الدوريات ذات القوة المالية مثل دول الخليج العربي أن الصينيين يخطفون لاعبين لازالوا في سنّ صغيرة أو متوسطة، عكس البقية الذين يتعاقدون مع اللاعب بعدما يقترب من الاعتزال مثل الإسبانييْن تشافي وراؤول من قبلهم الألماني ايفنبرغ.
فما هي دوافع الأندية الصينية؟ ومن المتضرر؟
استراتيجية عامّة
الموضوع لا يتعلق بكرة القدم فقط، بل العنصر الرياضي مجرد جزء من خطة كبيرة في الصين، وما تفعله الأندية الصينية الآن إنما هو امتداد لإستراتيجية صينية لبقية الشركات والقطاعات سواء التقنية أو الصناعية أو الإعلامية.
فالإستثمار الصيني في أوروبا وبقية دول العالم يتمدد سنوياً، ويمتلك الصينيون سواء شركات أو رجال أعمال أسهماً في 16 نادياً أوروبياً توزعت على 6 دول وهي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا وهولندا وتشيكيا.
فمثلاً تمتلك شركة سينو الصينية اليوم ما نسبته 99.93% من مجموع أسهم نادي ميلان ما قيمته 520 مليون يورو، وشركة تشانغ تملك 68.55% من أسهم نادي إنتر ميلان بقيمة 270 مليون يورو.
وفي فرنسا استثمر الصينيون في 4 أندية وهي نيس متصدر الدوري الفرنسي مع ماريو بالوتيلي وليون وسوشو وأوكسير. وفي الوقت الذي تملك شركة ليدوس نادي سوشو بالكامل (7 مليون يورو)، فالقيمة الأكبر في فرنسا تعود إلى شركة كابيتال بارتنرز التي تملك 100 مليون يورو من نادي ليون بنسبة 20% من أسهم النادي.
تطوير شعبية اللعبة
منذ سنوات عملت الصين ليس فقط على تطوير كرة القدم المحلية في البلاد وتنمية المواهب بل عملت ولازالت على تطوير شعبية اللعبة.
والصين الآن تُجبر كل حيٍ سكنيّ على انشاء ملعب كرة قدم ، ويتم نقل مباريات أوروبا على القنوات المتلفزة لدرجة أصبح الدوري الإنجليزي يُجدول مواعيد المباريات مبكراً لإتاحة الفرصة للمشاهدة في الصين، كما اعترف الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، بحبه لهذه اللعبة.
كما أن الدوري الصيني الآن يُنقل على شبكة قنوات سكاي سبورت العالمية.
عنصر الجذب
الصيني لن يهتم بدوري بلاده لأجل لاعب صيني كما سيتابعه لو كان هناك تيفيز وكارلوس وبقية النجوم الذين ستكون مهمتهم جذب مزيد من المتابعين والمهتمين ، فمثلاً ستزداد متابعة فريق شنغهاي مع وجود نجوم عالميين في الفريق.
لكن هذا لا يعني أن مهمة هؤلاء فقط تسويقية للفريق، بل هي لدعم الفريق أيضاً على الصعيد الرياضي محليً وقارياً وتحقيق نجاحات أكبر والمشاركة في كأس العالم للأندية، وكل هذا يعني في نهاية المطاف زيادة في الشعبية والحضور الجماهيري.
وتسعى الصين بحلول عام 2025 إلى امتلاك صناعة لكرة القدم بقيمة 840 مليار دولار وهو ضعف اقتصاد كرة القدم حالياً.
القوة البشرية
من أقوى ما تمتلكه الصين القوة البشرية بعدد سكان يبلغ أكثر من 1.357 مليار نسمة ، وهو عددٌ كافٍ لبناء قاعدة شعبية ضخمة تغنيهم عن اهتمامات خارجية كما تفعل أندية أوروبا التي تسعى لتسويق النادي دوماً في آسيا والشرق الأوسط بل وفي أوروبا نفسها.
فتحقيق شعبية واسعة ونجاح كبير محلياً يعني إيرادات مرتفعة من النقل التلفزيوني والحضور الجماهيري ومبيعات القمصان ومتعلقات الفريق.
ولجأ المستثمرون مدعومين من الحكومة لاستغلال القوة البشرية وتوجيه اهتماماتها للعبة كرة القدم ومن ثم الاستفادة المالية، وهو ما يقوله سيمون تشادويك، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال في جامعة كوفنتري، إن “الصين تريد أن تكون مسيطرة وناجحة في كل شيء،والشيء الذي لا يجيدونه حاليا هو كرة القدم، اللعبة العالمية. فالصين تريد أن ترتقي إلى مركز تنال فيه احتراما عالميا باعتبارها جزءا من المجتمع الدولي لكرة القدم.”
هل أوروبا متضررة؟
بديهياً سيرى كثيرون أن هذا الوحش الصيني يُهدد كرة القدم الأوروبية لكن في نظرةٍ أعمق، يبدو الأمر ليس كذلك.
والسبب أن هذه الأموال الصينية الضخمة صبّت في نهاية المطاف بخزائن الأندية الأوروبية ومما يزيد قيمتها أنها قادمة من خارج أوروبا لداخلها، أي أنها أموال إضافية للأموال الموجودة، وهذا سيساعد الأندية لتطوير أكاديمياتها وتطوير ملاعبها وعقد صفقات.
حتى الضرر الرياضي ليس كبيراً ، فالأندية الصينية لن تستطيع إقناع أي لاعب بالانضمام للدوري الصيني لأسباب رياضية تتعلق بالطموح المتوفر في أوروبا أكثر بكثير من الصين.
وفي نظرة على الأسماء التي رحلت للدوري الصيني سنجد أنها مؤخراً ليست متألقة باستمرار بل هناك مشاكل فنية وبدنية يعاني منها كارلوس من قبله ديما با.
والفائدة ستكون مزدوجة، فالصينيون سيستفيدون تسويقياً ورياضياً من هؤلاء، فالأنظار المُتابعة للدوري ستزداد، والأندية ستزداد صحةً محلياً وقارياً.