التكتل المدني يُعيد الحياة للأحزاب السياسية
أعاد المؤتمر العام للتكتل المدني الديمقراطي في بنغازي الدماء إلى عروق الحياة الحزبية التي ذبلت في السنوات الماضية في ليبيا.
وحوّلت عملية فجر ليبيا، الصراع السياسي بين وجهات النظر المختلفة، إلى نزاع مسلح في مناطق مختلفة، ليتصدر المسلحون المشهد بدلاً عن السياسيين، منهية الحياة الحزبية التي كانت مترنحة أصلا.
في نهاية مارس من عام 2014 كان إجراء سياسي آخر يدق مسماراً في نعش الأحزاب، حينما اختار المؤتمر الوطني العام في المادة الثامنة من قانون انتخاب مجلس النواب أن يعتمد سياسة الانتخاب الفردي بدلاً عن القوائم الحزبية لجميع مقاعد المجلس المائتين.
واليوم ما يزال إنشاء الأحزاب في ليبيا يعتمد على القانون رقم 29 لعام 2012، رغم الجدل الذي يحيط به من جوانب عديدة، وهو قانون صادر عن المجلس الوطني الانتقالي في ذلك الوقت محددا الشروط الأساسية لتشكيل حزب سياسي في البلاد.
وشكّل قانون بداية 2014، والمناخ السياسي المعتمد على الاتفاقات والتسويات بين شخصيات وأفراد بدلاً عن مؤسسات، عوامل أبعدت التنافس السياسي عن دروبه الحزبية المعتادة، التي يسلكها العالم كله، ونقلته إلى تقاسم وانقسام دام سنوات، ولم ينته بعد.