التفاصيل الكاملة لنقل “العبيدي” لبريطانيا
ترتيبات أمنية لافتة رُصِدت منذ ساعات الصباح الأولى خارج وداخل مطار معيتيقة هكذا كان المشهد ليوم الأربعاء في طرابلس، ليكشف المتحدث باسم قوة الردع الخاصة في طرابلس أن هاشم العبيدي الذي كانت تحتجزه قوة الردع يجري نقله جوا إلى بريطانيا تنفيذا لحكم قضائي بترحيله.
مصادر متطابقة تواصلت معها 218 أكدت أن هاشم العبيدي ُنْقَل على متن طائرة بريطانية خاصة ورافقه إلى لندن وفد دبلوماسي وأمني بريطاني مختص بترتيب تسليم شقيق الانتحاري من السلطات الليبية.
وسحب النائب العام الليبي الجنسية من العبيدي ليتم ترحيله بوثيقة سفر بريطانية استجابة لمطالبة سلطات لندن بترحيله عام 2017 بعدما أصدرت الشرطة مذكرة اعتقال بحقه بتهمة القتل والشروع في القتل والتخطيط لتفجير.
هجوم مانشستر الذي نفذه العبيدي صنف الأعنف بين خمس هجمات شنها متشددون في بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أودى الانفجار الذي نفذ في حفل أريانا جراندي عام 2017 بحياة 22 شخصا وأسفر عن إصابة أكثر من 500 آخرين بجروح.
وقال إيان هوبكينز من شرطة مانشستر في بيان أنهم تسلموا العبيدي فعليا للتحقيق معه باتهامات تتعلق بهجوم مانشستر.
ورحب وزير الخارجية البريطاني والذي يسعى للفوز بمنصب رئيس الوزراء جيريمي هنت بتسليم العبيدي حيث قال إنهم ممتنون للسلطات الليبية لتعاونها الوثيق فيما يتعلق بنجاح تسليم هاشم العبيدي، مضيفا أن “كل من تثبت مسؤوليته عن هذا الشر العظيم يجب أن يخضع للعدالة. نعم سيواجه العبيدي الآن إجراءات قضائية جنائية داخل المملكة المتحدة”.
وكانت قوة الردع الخاصة قد اعتقلت هاشم بعد وقت قصير من التفجير للاشتباه في أنه ساعد في التخطيط للهجوم، حيث قالت القوة حينها إن سلمان وهاشم سافرا جوا معا إلى ليبيا في أبريل 2017، ثم عاد سلمان إلى بريطانيا لتنفيذ الهجوم في قاعة مانشستر أرينا في مايو 2017.
وخلص نواب في البرلمان البريطاني العام الماضي إلى أن جهاز المخابرات الداخلية (إم.آي 5) أضاع فرصا محتملة لمنع التفجير، الذي أعلن داعش مسؤوليته عنه، والذي تتعامل الأجهزة الأمنية معه دوما بشك.
وهاجرت أسرة العبيدي إلى بريطانيا إبان حكم معمر القذافي وانتقلوا من لندن إلى منطقة فالوفيلد بجنوب مانشستر، وعاد والدا الشقيقين إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي في عام 2011.
ويثير تسليم العبيدي أمس تساؤلات عن اختيار هذا التوقيت تحديدا وفيما لو كان ضمن صفقة مع بريطانيا لتحقيق ضمانات أو مكاسب سياسية في الصراع الدائر في ليبيا وسط مخاوف من استثمارها لتأزيم المشهد في ليبيا خصوصا وأن بريطانيا تأوي العديد من قيادات تيار الإسلام السياسي ولكن الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور والإجابة عن كل التساؤلات.