الترجي التونسي يتوّج بطلا على القارة الأفريقية
انتهَى الفصلُ الأخيرُ من أغلى البطولات الأفريقيّةِ، وجادَ الموسمُ بما لديهِ، نجمةٌ جديدةٌ على قميصِ شيخِ الأنديَة التونسية ترجّي العاصمة، بانتصارِهِ بثلاثةِ أهدافٍ نظيفةٍ أمامَ الأهلي المصري على ملعبِ رادس.
مَثَّلَت مباراةُ النّهائِي الأفريقِي مَلْحَمَةً كُرويَّةً بكلِّ معنى الكلمة، بينَ ناديين عَريقين لهمُا باعٌ طويلٌ في بطولاتِ القارَّةِ السمراء، فأَنصفَت الكرةُ في ذهابِهَا الفراعنَة حينَ انتصَرُوا بِثَلاثَةِ أهدافٍ لواحدٍ، في لقاءٍ أثبتَ، رَغْمَ هَنَاتِه، مَدَى مَتانَة العلاقَةِ بينَ الشعبين العربيين.
وجاءَ الإياب مُتثَاقِلاً مُتمنِّعَا، حَجبَ عنّا النتيجَةَ كامِلَ الشوطِ الأوّلِ الذي لم يَكُن فيهِ مستوى أصحابِ الدارِ كما يَجب، ورَغْمَ تفوّقِ الأهلي تَكتيكيّاً، غير أنّه لم يستطِعْ فكَّ شيفرةِ خَصمِهِ الذي انتفضَ في آخِرِ الدقائِق عن طريقِ جالِبِ سَعدِهِ “سعد بقير”، بهدَفٍ قاتِلٍ قبلَ صافِرَةِ الحكم بِهُنَيهَةٍ.
الفترةُ الثانية من اللّقاءِ خرجَ أبناءُ الخضراء مِن حُجراتِ الملابِس وكأنَّ عصاً سحريّةً حوّلَتهم إلى أبطالٍ خارقين، وكلُّ العقولِ والأقدامِ تصبُو لهدفٍ يضمنُ البطولةَ الغاليةَ، فجاءَ الفرجُ عن طريقِ نفسِ “السعد” ليُثنِّي رصيدَه الشخصي، ورصيدَ التونسيين في الدقيقةِ الرابعَةِ والخمسين، أمّا هَدفُ الاطمئنانِ تولّى أمْرَهُ أنيس البدري في الدقيقةِ السابِعةِ بعدَ الثمانين.
بطلٌ جديدٌ لهُ من الألقابِ مَثنَى فثلّثَها وأهدَى فرحةً لجماهيرِه لا نستطيعُ حصرَها.
هكذا هي كرةُ القدمِ ليسَت ناكرةً للجميلِ، تتعبُ وتَكِدُّ فَتُتَوَّجُ وتُحمَلُ على الأعناقِ