التدهور الأمني يُبدد حلم الانتخابات الليبية
الانتخابات، تعدّها باريس مطلب الليبين كلّهم، وتريد تقدّما في المسار السياسي عنوانه الأوّل الدستور والانتخابات.
لكنّ تدهور الوضع الأمنيّ خاصّة في طرابلس، لا يشجّع كثيرا على توفير الظروف المثلى لإجراء الانتخابات التي تتطلّب بداية قانونا عجز مجلس النوّاب عن إصداره.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استثمر كثيرا في ليبيا بإرسال وزير خارجيته أكثر من مرّة للأطراف الليبية كلّها؛ للدفع بالعملية السياسيّة.
فرنسا ترى في المبعوث الأمميّ غسان سلامة طريقا للوصول إلى ما تريد، عبر طرحه مشروع الانتخابات لتوفير شرعية جديدة لا نزاع حولها، بعكس ما هو حال الوضع الراهن إذ تتنافس كلّ الأطراف ولا أحد يعترف بالآخر.
وبسبب المستفيدين من الأوضاع الحالية، لاسيما في طرابلس، تعدّ باريس أنّ مشروع الانتخابات بات أمرا صعبا، وتطالب بضرورة التعامل مع هؤلاء بشدّة، لكي تكون هناك صورة واحدة، وهي ظهور الأسرة الدولية متّحدة في مقاربتها للملفّ الليبي.
الملفّ الليبي زرع توتّرا بين روما وباريس، وأصبح يطفو على السطح، لكن يبدو أن هناك تراجعا في مواقف باريس، يجعلها تخضع لرغبة إيطاليا بعدم إجراء الانتخابات الآن لعدم وجود أرضية مناسبة لها.