التدخل الروسي في ليبيا.. بين التشكيك والنفي
لا تزالُ خفايا الحلّ الحقيقيّ للأزمةِ في ليبيا غامضةً، في الوقتِ الذي يتغيّر فيه المشهدُ بشكلٍ يومي، وسطَ تدخّلاتٍ إقليميّة ودولية، وصراعٍ بين القوى العظمى على أحقّية الوجود ومدّ يد العون خدمةً للمصالح الخاصّة ليس أكثر، وخيرُ دليلٍ على ذلك الصراع الفرنسي الإيطالي من جهة، والبريطاني الروسي من جهة أخرى .
الحرب الإعلامية التي شنّتها بريطانيا، بناء على تقارير استخبارتية، وجدت طريقها إلى مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أرغمت مسؤوليين روس على الخروج عن صمتهم مراراً وتكراراً؛ لنفي هذه التقارير، فقد أكّدت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ روسيا تحترم قرارات مجلس الأمن الدولي، واصفةً التقارير البريطاينة بأنّها عدوانية إعلامية، ومعركةٌ دونَ قواعد، تشنّ ضد روسيا.
وزير الخارجية سيرجي لافروف بدوره أكَّدَ بشكلٍ واضح أهمية المساعدة في ليبيا، وتواصل بلاده مع كافّة الأطراف دون انحياز، مشدداً على أهمية الوصول إلى توافق بين القوى السياسية للوصول إلى حل حقيقي في ليبيا محذراً من مخاطر إجراء انتخابات في ليبيا، وسط الظروف الحالية.
اهتمامُ روسيا بالحلّ في ليبيا، كان حاضراً في اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيرِه المصري عبد الفتاح السيسي، إذ أكّد الأخيرُ أنّ الأزمة في ليبيا كانت حاضرة، وناقش مع بوتين تطورات ملف توحيد المؤسسة العسكرية الليبية التي ترعاها القاهرة .
مع اقترابِ موعدِ مؤتمر باليرمو، لمعرفة نتيجة المنافسةِ الإيطالية الفرنسية، تغيب أميركا عن المشهد الليبي بشكل واضح، وتبقى روسيا في المشهد في انتظار ما إذا كانت ستتدخل في ليبيا، بذات سيناريو تدخلها في سوريا، بنجاحه وفشله على حدّ سواء.