التدخل الروسي في سوريا يتم عامه الرابع.. ماذا حقق؟
تقرير| 218
أتم التدخل الروسي في سوريا عامه الرابع، محققا مكاسب على جبهات عدة، منها إعادة سيطرة النظام السوري على مناطق واسعة، وتعزيز الوجود العسكري الروسي عبر إنشاء قواعد جديدة، إضافة لاختبار أنواع جديدة من الأسلحة.
ففي نهاية سبتمبر 2015، أعلنت روسيا عودتها للعالم من جديد مع بدء ضرباتها الجوية في سوريا لتصبح اللاعب الأول في الملعب السوري، بعد تفويض من الرئيس بشار الأسد بهدف كبح القوات المعارضة له، الأمر الذي أسهم بالفعل بانقلاب دفة الصراع لصالحه، بعد مشاركة القوات الجوية الروسية بحملة مكثفة أتبعتها موسكو بإنشاء العديد من القواعد العسكرية على الأرض.
وأسهم التدخل الروسي في استعادة أكثر من 90 في المئة من الأراضي السورية من سيطرة المعارضة كما حققت موسكو أهدافا استراتيجية بعيدة، إذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أمام البرلمان للحصول على تفويض عسكري، أن هذه الخطوة تهدف قبل كل شيء لتحقيق المصالح الأمنية لروسيا في حدودها الجنوبية، وهو ما تحقق بإقامة قواعد عسكرية جديدة في سوريا، إضافة لتوسيع القاعدة الجوية في حميميم، كما وقعت موسكو اتفاقية استثمار ميناء طرطوس لتسع وأربعين سنة قادمة.
وشكلت الساحة السورية أيضا مختبرا عمليا لتجريب الأسلحة الروسية الحديثة وتطوير عدد كبير منها، وقد صرح وزير الدفاع سيرغي شويغو، أنه تم تحديث نحو 300 نموذج من الأسلحة، نتيجة اختبارها في العمليات الروسية، ما فتح أسواقا كبيرة لها عالميا وأضاف مليارات الدولارات إلى الخزينة الروسية.
ولم تغب روسيا عن الجانب السياسي، فقد أطلقت عددا من المبادرات كعملية أستانا واتفاقات خفض التصعيد، كما لها دور في تشكيل اللجنة الدستورية، أما اقتصاديا فشركات إعادة الإعمار الروسية تنتظر الضوء الأخضر للانقضاض على أكبر المشاريع في سوريا.