التدخلات الدولية في ليبيا.. صراع على النفوذ والثروات
ظلت ليبيا الغنية بالثروات الطبيعية، على مدى سنوات، مسرحا لتدخلات القوى الغربية تسعى لتقديم “الدعم والعون” كما تسوّق هذه الدول.
وتصدرت فرنسا وإيطاليا، البلدان الساعية لبسط نفوذها على هذا البلد المتوسطي ومن خلفهما دول أوروبية أخرى، وإن ترددت نسبيا في التورط في الشؤون الليبية المعقدة أو بدت متخوفة من مجابهة الدول العظمى، ظهر تدخلها محتشما وغير مرئي نسبيا.
وأطّل الدب الروسي مجددا برأسه في محاولة لاستعادة نفوذه القديم الجديد في ليبيا، خصوصا مع ضعف الدور الأميركي فيها، ولئن بدت مواقفه متعقلة منذ ثورة فبراير بين الدعوة إلى إيجاد حل سلمي عبر الحوار ووضع حد لأعمال العنف، تطورت نسبيا بانتقاد التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي، ولم تثنِ الانقسامات السياسية والعسكرية المتنافسة في ليبيا روسيا من الاستفادة من ثروات البلاد الهائلة التي تدعّمت أكثر مع ظهور تقارير بريطانية تكشف وجود قواعد عسكرية روسية في ليبيا، قوبلت باستنكار روسي ونفي قاطع.
وفي خضم بروز روسيا على السطح تبدو ليبيا مهمة أيضا بالنسبة للبيت الأبيض الذي يعتبرها مسألة ذات أهمية كما جاء في تصريح مديرة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية كيرون سكينر، التي أكدت التزام بلادها القوي تجاه تحقيق الاستقرار في ليبيا، وبررت التدخل الإيطالي بالقول إن ذلك مرتبطٌ بأمن روما القومي.