التدخلات الخارجية ولعبة “السياسي والأمني”
يرى مراقبون أن التدخلات الدولية في ليبيا تأخذ أشكالا متعددة، فمنها السياسي الذي يتمثل بدعم طرف دون آخر في المحافل والقرارات الدولية، وآخر أمني وعسكري يأتي على شكل مساعدات وتدريب ودعم لوجستي، وثالث مادي بدعم مباشر أو من تحت الطاولة.
ويؤكد المراقبون أن التدخل الأميركي يتمثل في قوة “أفريكوم” التي لا تشن ضرباتها الجوية إلا في غرب البلاد لمطاردة عناصر القاعدة في الأجزاء التابعة للمجلس الرئاسي، فيما لا تعير أي انتباه إلى وجود داعش وسط البلاد وبعضا من جنوبها وشرقها، حيث يقاوم الجيش الوطني ويخوض معركته لاجتثاث خطر الإرهاب رغم حضر التسليح المفروض عليه.
ويعتقد مراقبون أن الروس يتحركون بحذر ولا يدعمون طرفا إلا بالتنسيق مع القوى الإقليمية، فيما التخوف من تنامي الصراع الإيطالي الفرنسي على الملف الليبي الذي ينتظر عقد الملتقى الوطني الجامع المرتقب، إلا بحال حدوث فوضى أكبر تحول دون عقده.
وكانت صحيفة العرب اللندنية حذرت، الأسبوع الماضي، من جر فرنسا للجيش الوطني إلى معركة خاسرة في العاصمة طرابلس، فيما تناور القوتان العظميان أميركا وروسيا بين الملفين الأمني والسياسي.
وكشفت الصحيفة عن دعم مادي وسياسي فرنسي جديد للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرك الجيش المحتمل نحو العاصمة لإنهاء عن سيطرة التشكيلات المسلحة المتصارعة فيما بينها وما تسببه من حالة فوضى.
ويقول المراقبون إنه كلما اتسق المسار السياسي حركوا له العسكري ليحرفه، لتتعمق المتاهة أكثر في ظل عدم وصول أطراف التفاوض في القاهرة إلى حل نهائي وحاسم لتوحيد المؤسسة العسكرية.