التحركات التركية في “إدلب”.. الهدف الخفيّ والمُعلَن
بحكم الجغرافيا، ولاعتبارات سياسية كثيرة ارتبطت “تركيا” بالأزمة السورية منذ اندلاعها، وفي تطوّرٍ عسكريّ جديد اليوم “الجمعة” قال الجيش التركي إنه بدأ نشر نقاط مراقبة في محافظة “إدلب” شمال غرب سوريا، ليأتي هذا في إطارٍ يهدف في جانب منه على ما يبدو لاحتواء فصيل كردي، تقول تركيا إن العملية العسكرية التي تنفذها هناك إلى جانب جماعات تدعمها من المعارضة السورية هي جزء من اتفاق أبرم الشهر الماضي مع روسيا وإيران في “آستانة” بكازاخستان للحد من القتال بين المعارضة والحكومة السورية.
وأكد الجيش التركي أن قواته في المنطقة تؤدي واجباتها بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها مع روسيا وإيران، لكن مسؤولا كبيرا في العملية قال إن نشر القوات التركية يهدف أيضا إلى كبح جماح وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على منطقة “عفرين” المجاورة، ونقلت “رويترز” عن “مصطفى سيجري” المسؤول في الجيش السوري الحر إن التحرّك التركي يجري حسب مخرجات “آستانة” لحماية المنطقة من قصف النظام والروس” ولقطع الطريق أمام الانفصاليين لاحتلال أية أراضي أخرى.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أعلن أن نشر هذه القوات يوم السبت جاء في إطار عملية مهمة مع جماعات معارضة تدعمها “أنقرة” في إطار اتفاق عدم التصعيد الذي أبرم في “آستانة”، وتشكل “تركيا” دعما كبيرا لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون ضد النظام السوري، لكنها ركزت جهودها منذ العام الماضي على تأمين حدودها من المتشددين ومن القوات الكردية التي تسيطر على معظم أنحاء المنطقة الحدودية داخل سوريا، ويشار هنا إلى أن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني وهو جماعة كردية في الداخل التركي، تشن حملة تمرد مسلح ضد “أنقرة” منذ ثلاثة عقود، وباعتبار وحدات حماية الشعب الطرف الأقوى في قوات سوريا الديمقراطية فقد تلقت الوحدات مساعدات عسكرية من “الولايات المتحدة” شريكة تركيا في حلف شمال الأطلسي “ناتو” في إطار حملة واشنطن ضد “داعش”، وكانت تركيا شنّت العام الماضي عملية درع الفرات شمال سوريا إلى جانب جماعات من المعارضة السورية وذلك لانتزاع أراض حدودية كان “داعش” سيطر عليها.
ويتضمن اتفاق “آستانة” مع روسيا وإيران حليفتي الأسد الحد من الاقتتال في عدة مناطق في سوريا بينها إدلب والأراضي المجاورة في شمال غرب البلاد وهي أكثر منطقة مأهولة بالسكان تحت سيطرة المعارضة، ولا يشمل اتفاق عدم التصعيد تحالف تحرير الشام الذي يسيطر على معظم هذه الأراضي ويختلف مع بعض الجماعات التي تدعمها تركيا.