التحالف التركي الروسي.. هل يتكرّر المشهد السوري في ليبيا؟
تقرير 218
رغم تحالف تركيا وروسيا الوطيد ضد الغرب في سوريا واختلاف مصالحهما في ليبيا، إلا أن التفكير في صفقة محتملة حول ليبيا بات أكثر ترجيحا من قبل، فبحسب صحيفة المونيتور قد يكرر الطرفان السيناريو ذاته في صفقة أستانا في سوريا، حسبَ مصادر الصحيفة في وزارتي الخارجية والدفاع الروسية.
ورأت المونيتور أنه بينما كانت موسكو على استعداد للمساعدة في تسوية الأزمة في سوريا التي ركزت انتباهها عليها، بدأت قوتها تنفد كلاعب إقليمي رئيسي في ليبيا رغم أن دور وسياسات كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مشكوك فيها وغير حاسمة، ما أتاح الفرصة لموسكو لتصميم هيكلها الأمني الخاص بها قبل أن يتمكن الغرب من توحيد جهوده الأمر الذي يعني خسارة موسكو لأي نفوذ في علاقاتها معهم خاصة مع الاتحاد الأوروبي في حال خسرت موطئ قدمها في ليبيا .
وتسعى موسكو التي باتت مصالحها واضحة في ليبيا لتعويض عقودها وخسائرها من النظام السابق للاتجاه نحو سياسة البحث عن فوز عسكري فقط، ما وضعها حسب المونيتور في موقف متواز مع تركيا التي وضعت مصالحها الخاصة مع حكومة الوفاق التي طالبت بدعمها عسكريا ووافقت أنقرة على ذلك، ولكن إذا ضغطت كل من روسيا وتركيا على الأطراف المتحاربة، فقد تكون عملية السلام في ليبيا ممكنة، ومع ذلك، قد تعرقل هذه الجهود عن طريق لاعبين أقوياء آخرين بمصالحهم الخاصة في النزاع الليبي. لذلك ، تسعى كل من روسيا وتركيا إلى دعم مبادراتهما بدعم من لاعبين إقليميين آخرين مثل تونس ومصر والجزائر، بحسب المونيتور.
المثير للجدل حسب المونيتور هو المسار الذي كانت ستتخذه علاقات موسكو مع الجيش الوطني إذا تصرفت حكومة الوفاق بسياسة أكثر نشاطا، فقد فشلت في تقديم شروط مقنعة لموسكو للتعاون ومع ذلك لا يزال الكرملين مستعدا للتواصل وتم تعزيز الاتصالات فعلياً بينهما، إلا أن التدخل العسكري في ليبيا قرب أنقرة إلى طرابلس أكثر من موسكو وزاد من التحديات أمام بوتين للنيل من موطئ قدم له في ليبيا .
إذ تعلمت أنقرة وموسكو درسا في سوريا فقد يتمكنان عبر توحيد جهودهما من الوصول إلى أهدافهما الجيوسياسية بطريقة أكثر فعالية مما لو اتبعتا هذا المسار بشكل فردي، فقد تتمكنان من دعم أطراف بعينها وإشباع مصالحهما الشخصية وفرض الاستقرار في ليبيا عبر إنهاء صراع الليبيين بأياد خارجية بدل زيادة انهيار البلد الغني بالثروات والفقير في وطنية سياسييه.