البيوضي: الدبيبة ومن معه لا يريدون إجراء انتخابات.. والمجلس الرئاسي طفل تائه
وصف المرشح للانتخابات الرئاسية سليمان البيوضي، الوضع الحالي في ليبيا بأنه مزيج من الركود ونقص الخبرة والجمود غير المبرر، غير أن الأسوأ هو إنشاء تقسيم مؤسساتي والعودة إلى المرحلة السابقة من الاتفاق السياسي.
وأضاف البيوضي، في حوار مع صحيفة strumentipolitici، أن استخدام الأطراف السياسية لموارد الثروة الوطنية لتمرير أجنداتها ومشاريعها قد دفع بالدول الغربية للتدخل ومحاولة التحكم في توزيع تلك الموارد.
وأعرب عن عدم ثقته بأن رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا قادر على تقديم نموذج مختلف، خاصة أنه بعيد عن طرابلس، مؤكدًا أن مغامرة تشكيل الحكومة كانت خطوة عبثية عززت الانقسام المؤسساتي ولم تؤد إلى أي شيء، مضيفًا أن باشاغا غير قادر على احتواء خصومه، ولم يعالج الكثير من المخاوف القائمة، ولا يبدو أن فرصه في دخول طرابلس ممكنة.
وأكد البيوضي أن التركيبة الاجتماعية في ليبيا ما زالت متماسكة رغم الصدمات التي تعرضت لها، وأن تجربة الحرب والحوار خلقت ثقافة مختلفة.
وعن دور المجلس الرئاسي في المرحلة الحالية، قال البيوضي أن الرئاسي يبدو وكأنه “طفل ضائع يبحث عن والديه”، معربًا عن خشيته “أن يكتشف أنه يتيم وأن يتخذ خطوة طائشة من شأنها أن تعقد الأمور، وبدلاً من أن يكسب تعاطف المواطنين، يتحول إلى كبش فداء ويتهم بأنه من قتل طفولته”، بحسب تعبيره.
وأشار إلى ضرورة أن يحافظ القضاء على حياده خاصة بعد أن ترددت شائعات عن محاولات جره إلى الأزمة السياسية التي هي أقرب إلى الرغبات منها إلى الواقع.
وشدد على عدم وجود حل آخر يلجأ إليه الليبيون سوى الانتخابات، وأن الانتخابات الهشة أفضل بكثير من إدامة العبث والفساد، وأن على الليبيين والليبيات اختيار ممثليهم لأن ترسيخ الوضع الراهن سيؤدي إلى اختفاء الدولة كمفهوم ونظام، ولأن الحكومة الحالية جسد بلا روح ونفوذها محدود.
وعن دور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في إيصال البلاد للانتخابات، قال البيوضي إن من أخلف بوعده وتسبب في مأزق لعدم إجراء الانتخابات في الموعد السابق لا يمكن أن يكون صادقًا في إجرائها الآن، معتبرًا أن الدبيبة وجد في الانتخابات قميص عثمان الذي يرفعه أمام خصومه السياسيين، غير أنه يحاول الترويج للانتخابات النيابية فقط لمنع أي تقدم نحو الانتخابات في ليبيا، ومشيرًا إلى أن الدبيبة ومن معه من سلطات الأمر الواقع الأخرى يهربون إلى الأمام ولا يريدون انتخابات.
وطالب البيوضي المجتمع الدولي بأن يتحد في مواقفه تجاه ليبيا من أجل تعزيز العملية السياسية. مشيرًا إلى أن الجوار الأوروبي مهم بالنسبة لليبيا، وأن مصالح إيطاليا، على وجه الخصوص، مرتبطة بالمصالح الاستراتيجية مع ليبيا، وأن المشاركة الإيجابية مع القوى السياسية في ليبيا أمر حيوي.
ولهذا؛ يجب على المجتمع الدولي أن يضع موضع التنفيذ فكرة بناء مسار جديد يهدف إلى إجراء الانتخابات ووضع حد لهذه الحالة من سياسة تقليص الوقت واستمرار سلطات الأمر الواقع.
واختتم البيوضي بالتأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الموقع في جنيف، مشيدًا بجهود اللجنة العسكرية المشتركة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وأكد أن جميع الليبيين يعارضون وجود المرتزقة في بلدهم، معربًا، في الوقت نفسه، عن خشيته من أن تنعكس الأزمة الأوكرانية على ليبيا وتؤثر عليها بطريقة ما.