البنتاغون يعلن استكمال الانسحاب من أفغانستان.. وطالبان تعتبره استقلالا
تقرير 218
مسدلة الستار على أطول حرب في تاريخها، أعلنت الولايات الأميركية إنهاء وجودها في أفغانستان، بعد حوالي 20 عاما على غزو البلاد إثر هجمات 11 سبتمبر، وأكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي في مؤتمر صحفي استكمال الانسحاب بعد إرسال آخر قوات لإجلاء الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر من العاصمة كابول، عقب سيطرة حركة طالبان على السلطة. وفي أول تعليق لها أكدت طالبان استقلال البلاد بعد انسحاب آخر جندي أميركي، منوهة بأنها صنعت التاريخ.
وأضاف ماكنزي أن آخر رحلة أقلت السفير الأمريكي في أفغانستان روس ويلسون، فيما كشف أن “آخر طائرة سي-17 أقلعت من مطار كابول اليوم الـ30 من أغسطس”، لكنه لفت إلى أنه رغم استكمال عمليات الإجلاء العسكرية، فإن “المهمة الدبلوماسية الرامية للتحقّق ممّا إذا كان هناك مزيد من المواطنين الأميركيين أو الأفغان المؤهلين الراغبين بالرحيل تتواصل”.
وتزامنا مع الإعلان الأميركي، سمع دوي إطلاق نار احتفالي من مواقع عديدة من العاصمة كابول حيث يتمركز فيها مقاتلو طالبان، في حين علت هتافاتهم وهم يجتازون الحواجز المؤدية إلى المنطقة الخضراء، وأشار مسؤول أميركي إلى أن الحركة أظهرت، منذ بداية عمليات الإجلاء وحتى انتهائها، تعاونا وتفاهما للمتطلبات الأميركية. وكان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أكد نجاح قوات بلاده في التصدي ليلة أمس لخمسة صواريخ أطلقت على مطار كابل.
ومن جهته، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو طالبان إلى احترام التزاماتها، من أجل خروج “آمن” لكل الذين يريدون مغادرة أفغانستان، دون الإشارة إلى إقامة “منطقة آمنة” كانت فرنسا دعت إليها، مذكرا الحركة بتعهداتها بهذا الخصوص، وأعاد المجلس التأكيد على أهمية “احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات”، وحث على إيجاد حل سياسي شامل، مطالبا بعدم استخدام الأراضي الأفغانية “لتهديد أو مهاجمة” دول أخرى، ولا لإيواء “إرهابيين”.
وفي السياق كشف مسؤول في الخارجية الأميركية أن عدد الأميركيين المتبقين في أفغانستان، أقل من 250 شخصا، مشددا على الالتزام بأمنهم وأمن الأفغان الذين عملوا معهم، لافتا إلى أن وزراء خارجية الدول الصناعية السبع توافقوا في اجتماع لهم على البقاء موحدين في دعمهم الدائم للشعب الأفغاني.