البنتاغون: الضربة الأميركية في ليبيا نفذها “متدربون”
تدرّب خريجو أكاديمية سلاح الجوّ على القتال التكاملي أثناء تنفيذ الغارة الجوية لطائرات بي-2 في ليبيا الشهر الماضي.
حيث شهدنا في 18 من يناير انطلاق طائرتي شبح (بي-2 سبيريت) من قاعدة سلاح الجوّ الأميركية “وايت مان” في ميزوري، لتعبرا المحيط الأطلسي متجهتين نحو ليبيا لتنفيذ غارة جوية على مخيم تدريبي لداعش، فيما تعدّ أول مهمة قتالية بعد عمليات “فجر أوديسا” في عام 2011.
تطلّبت العملية القتالية التي استغرقت أكثر من 30 ساعة طاقمًا ذا خبرة متقدّمة في قدرات طائرات الشبح بي-2، وحنكة في العمليات القتالية التكاملية، أي أنّها كانت بحاجة لخريجي الجناح الخامس والسبعين من وحدة العمليات القتالية في أكاديمة سلاح الجو الأميركي.
وقد أشار العقيد في سلاح الجو مايكل درولي، وقائد أكاديمية سلاح الجوّ الأميركية أنّ الطائرتين حملتا على متنهما أكبر عددٍ ممكن من ضبّاط سلاح الجوّ “لأنّا تدرّبنا أثناء عملياتنا القتالية التكاملية الخاصة على جمع مختلف المهارات”.
كما عكس نجاح المهمة التدريب القتالي التكاملي الذي تتضمنه الخطة التعليمية في الأكاديمية ، ممّا يجعل من خريجي بي-2 طائرات بي-2 من الأسطول الـ325، الخيار المنطقي لتنفيذ مهام في شمال أفريقيا، ولهذا يرى فيها العقيد درولي “شهادة على العمل المبدع لمدرّب الكتيبة الـ235 في إعداد الخريجين على تولي القيادة في الاشتباك”.
نهج وحدات البناء التكاملي
وضع المدربون الذين يبلغ عددهم 26 في أكاديمية سلاح الجو نهجًا يعتمد على مبدأ وحدات البناء التكاملية بحيث يتمكنوا من تخريج ضبّاط لا يمتازون فقط بخبرتهم العالية التي تكافئ الأساتذة الجامعيين أوالمختصين، بل ليكونوا أيضًا روّادا في التخطيط للمهامات القتالية التكاملية والمشتركة وتنفيذها. إذ يتضمن الشهر الأخير من كل فصل دراسي دخول الضبّاط في مرحلة سلاح الجو التكاملية، وهي سلسلة من المهام المعقدة تجري في بيئة عمليات قتالية محتدمة. وقد مثّلت الغارة الجوية الأخيرة تطبيقًا فوريًا للعمليات القتالية التكاملية لسلاح الجو الأميركي (WSINT) على أرض الواقع.
تولّى قيادة أسطول طائرات بي-2 الثالث عشر في مهمة جوية هجومية مضادة تابعة للعمليات القتالية التكاملية لسلاح الجو الأميركي (WSINT) في ليبيا، الكابتن نايان مولر، والذي كان ما زال طالبا في نهاية العام الماضي. وقد أشار إلى أنّ الأمر كان مشابهًا إلى حدً كبير لما تعلّمه أثناء التدريب، قائلًا: إنّ “ديناميكية الأهداف والقوى التكاملية الموجودة في الطريق نحو ليبيا لم يكن أمرًا معتادًا بالنسبة لقائدي طائرات بي-2 أثناء التدريب. لكنّه كان مشابهًا جدًا لجزء من الخطة الدراسية التدريبية لأكاديمية سلاح الجوّ”.
وحيث لم يعتد مدربو أكاديمية سلاح الجو على أن تتاح لهم الفرصة ليروا نتاج تدريبهم على العمليات القتالية التكاملية (WSINT) بهذه السرعة، لم يكن غريبًا أن يُعرب المقدّم هودلي عن فخره بالعمل الذي قام به خريجو الأكاديمية.
العمل مع قوات متنوعة
تكمن قيمة التدريب التكاملي في قدرته على تدريب ضباط في سلاح الجو قادرين على قيادة قوات مختلفة والعمل معها، فقد تضمنت المهمة في ليبيا تعاون بين طاقم طائرات بي-2 والطواقم المختلفة لطائرة التزويد بالوقود من نوع بوينغ-135 كي سي وطائرات خزن الوقود إكتيندر كي سي-10 والطائرة القاذفة للصواريخ من نوع إم كيو-9ريبر.
دفع هذا النجاح الأكاديمية إلى مضاعفة قيمة التدريب التكاملي ابتداء من عام 2017، مع إتاحة فرصة المهام التدريبية والعمل المشترك في وقت مبكر، حيث سيضمن مثل هذا التوسّع في الخطة تخريج ضبّاط بقدرة عالية على قيادة أي مهمة يتمّ استدعاؤهم للقيام بها.