“البلاد” يكشف أسباب “رفض” تيار الإسلام السياسي لانسحاب “القوات التركية” من ليبيا
ناقشت حلقة برنامج “البلاد” أمس الجمعة، تصريحات وزير الخارجية نجلاء المنقوش بخصوص المرتزقة والقوات الأجنبية ولماذا أثارت جلسة رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الجدل أثناء مقابلته شباب من بنغازي في أحد المقاهي؟
تصريحات الخارجية
يتحدث الكاتب والباحث محمد الجارح: في مداخلة له عبر برنامج “البلاد” أمس الجمعة، على شاشة قناة 218 NEWS ، “أولا لابد من الإشارة إلى من قام بمهاجمة تصريح وزير الخارجية نجلاء المنقوش بخصوص خروج القوات التركية والذي تم الاتفاق عليه في جنيف، أكتوبر الماضي، من خلال اتفاق وقف إطلاق النار والذي طالب بخروج كل القوات الأجنبية المنخرطة في طرفي الصراع في ليبيا.
ويضيف:” قرارات مجلس الأمن الأخيرة هي أيضا تؤكد على مسألة خروج كل القوات الأجنبية والتي تدعم أحد أطراف الصراع”.
وتابع الجارح: هذا الهجوم جاء من جانب تيار الإسلام السياسي من كافة أطيافه وحلفاء تركيا. والتي تري أي انسحاب للتواجد التركي من ليبيا ربما يمثل تهديد لها. حيث أن هناك مخاوف عبر عنها البعض بأنه في حالة خروج تركيا قد تعاود قوات الرجمة الهجوم على العاصمة.
ووصف الجارح تصريحات وزير الخارجية نجلاء المنقوش بالمقبولة جدا، وأن ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب شائك جدا.
ويرفض الجارح، ما يقال إن الوقت لا يزال مبكر للحكم على سياسة حكومة الوحدة الوطنية، خاصة وأنها استلمت السلطة منذ أربعين يوم فقط. معللا: أي تصريح أو اتفاق يصدر عن هذه الحكومة من اليوم الأول لتوليها السلطة ستحاسب عليه، مادامت تعمل فهي محل نقد ومتابعة.
وتابع: نحن لا نملك الوقت في ليبيا والدليل ضياع عشرة سنوات في الفوضى والحروب، من المفترض أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لديها مجموعة من الأولويات التي تعهد بها ولكن ما نراه أنه لم يلتزم بما تعهد به أو يعمل على اتجاهات أخرى بما فيها تحالفات لتعطيل الانتقال إلى انتخابات 24 ـ ديسمبر المقبل.
وتابع: هناك عدة أطراف داخلية وخارجية تعمل على تعطيل الانتخابات المقبلة وللأسف في حال تأجلت الانتخابات ستكون النتيجة أزمة شرعية حادة في ليبيا ستنقلنا من حالة الهدوء النسبي الذي نعيشه الآن إلى حالة صراع جديد ربما يكون أعمق وأيادي خارجية أكبر تهدد الكيان الليبي خاصة وأن الخطوط الحمراء رسمت بشكل خطير جدا قد يؤدي إلى تفتيت ليبيا.
السياسة الخارجية للمنفي
أفاد محمد الجارح أن المنفي كرئيس لسلطة تنفيذية أحد أهدافها توحيد البلادوتمثيل ليبيا خارجيا. خاصة وأن البلاد ساحة تتصارع فيها مصالح الدول.
وزيارته إلى تشاد اليوم مهمة، ولكن هي زيارة رمزية وأغلب القادة الحاضرين في جنازة إدريس دبي مهتمين بالملف الليبي.
وأكد الجارح أن الرسائل المبهمة التي وجهها المنفي للقوات العسكرية الموجودة في الجنوب دون تحديد هويتها، هي رسائل مقصودة من قبل المجلس الرئاسي حتى لا يقع في حرج خاصة وإن المؤسسة العسكرية لم يتم توحيدها.
وهو يتعامل مع هذا الأمر بشكل حذر بحيث يؤكد أن عملية (5+5) لا تتأثر بمثل هذه التصريحات. وهذا عكس ما قام به السيد الدبيبة على سبيل المثال اعترافه بالسيد محمد الحداد كقائد عام لإركان الجيش. إضافة إلى اختياره ضمن الوفد الذي اتجه إلى روسيا.
وأضاف: وهنا يجب على المجلس الرئاسي معالجة هذا الانقسام وعدم الذهاب في اتجاه أي صراع يؤثر سلبا على جهود توحيد المؤسسة العسكرية.
ويعتقد الجارح، أن الطريقة التي يدير بها السيد عبد الحميد الدبيبة الحكومة في ملف السياسة الخارجية والمؤسسة العسكرية التي هي من مهام المجلس الرئاسي تؤكد أن هناك تباين في الطريقة التي يتعامل بها الدبيبة وهي طريقة تعمق الانقسام وتتعارض مع جهود توحيد المؤسسة العسكرية وهي تصرفات غير مسئولة عكس تصرفات المجلس الرئاسي التي تعي ربما خطورة هذه الملفات والتعامل معها بحذر.
وحول سؤال برنامج “البلاد”، ما هو التغيير الكبير الذي سيحدث يوم 24 ديسمبر؟ أجاب محمد الجارح: في حالة لم نذهب إلى انتخابات ستكون هناك أزمة شرعية والعودة إلى الصراع تصبح حتمية. وحتى لو ذهبنا إلى انتخابات فإن حتمية الصراع قائمة والدليل انتخابات 2014، التي لم يعترف بها ومن نتائجها انقسام البلاد.
ويؤكد الجارح، القراءة الواضحة الآن إذا لم نذهب إلى الانتخابات فإن احتمالية الحرب والصراع ستكون كبيرة جدا. أن من يريد البقاء في السلطة سيعرقل الانتخابات بدلا من معالجة توحيد المؤسسة العسكرية وملف المليشيات، وجمع السلاح، ولا يذهب إلى المصالحة.