البغدادي في ليبيا.. ما هي خيارات “رئاسي الوفاق”؟
218TV|خاص
لا يزال العالم يأمل في “إعلان مهم” بشأن مصير “الرجل الأول” في تنظيم داعش الذي روّع العالم طيلة السنوات الخمس الماضية، إذ إنه بموازاة أمل العالم بالعثور على أبو بكر البغدادي “حياً أو ميتاً”، فإن تقارير وتقديرات دولية تقول إن البغدادي قد يكون تمكن من الفرار من سوريا والعراق صوب دولة أقام فيها أنصاره سابقا إمارة للتنظيم، وهنا يبرز اسم ليبيا التي كانت أول دولة في العالم “تلفظ” داعش، وتمنعه من إقامة “دولة الظلام”، إذ أنه بسبب الفوضى الأمنية في ليبيا فإن وصول البغدادي، وقيادات داعشية ربما يكون قدم تمّ، فيما كان ساسة ليبيين مشغولون بـ”صراعات وأجندات” مريرة.
لا أحد يعلم ما إذا كان البغدادي، أو قيادات داعشية قد استغلت الوضع الأمني في ليبيا، ونجحت في التسلل، لكن ما يخشاه مواطنون أن يكون داعش قد حضر مجددا إلى المشهد الليبي، فيما لا يزال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لا يعرف كيف يُوازِن “ترتيباته الأمنية” مع مجموعات مسلحة قالت مرارا إنها فوق القانون، وأنها أكبر من قوائم التعقب الدولية، فكيف إذا كانت الترتيبات والخطط متعلقة ب”عودة داعش” إلى ليبيا، خصوصا وأن المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة قد نبّه صراحة أمام مجلس الأمن الدولي بأن استمرار الانقسام السياسي في ليبيا من شأنه أن يسمح بعودة داعش إلى ليبيا، وسط رصد تحركات لعناصر من التنظيم يقومون بإعادة تجميع صفوفهم.
يقول مواكبون للمشهدين السياسي والأمني في ليبيا، إن داعش استطاع في وضح النهار ضرب ثلاث مقرات رسمية في وسط العاصمة طرابلس على أشهر متفاوتة في العام الماضي، وأن المجلس الرئاسي وقف عاجزا أمام صد هجمات قوية من هذا النوع، وهو ما يجعله عاجزا عن التعاطي مع “ظهور الخليفة” في ليبيا في أي وقت، وسط مطالبات لليبيين بأن يكون الملف الأمني في العاصمة ومدن أخرى هو “الشغل الشاغل” للطبقة السياسية في المرحلة المقبلة، والابتعاد عن أسلوب “استجداء الشرعيات” من عواصم الثقل الدولية، أو “التلويح بحيازة المدن”، فكثيرون يقولون إن من يحمي الشرعية هو الاستقرار الأمني الذي تنال ليبيا في اختباره اليومي علامة تقترب كثيرا من “الصفر”.