“البطالة” تنخر شريحة الشباب في ليبيا.. ولا حلول في الأفق
في بلد يزخرُ بالموارد والطبيعية والثروات، وفي تعداد سكاني بسيط لا يتعدى السبعة ملايين نسمة، يعاني قاطنو ليبيا الغنية من ارتفاع نسب البطالة بين الشباب، حيثُ أصدرت وزارة العمل والتأهيل إحصائية لنسبة العاطلين عن العمل، بلغت 14% إضافة لذلك فقد بلغ عدد الباحثين عن عمل خلال العام الماضي والمسجلين بمنظومة وزارة العمل والتأهيل أكثر من 128 ألف، حسب بيانات الوزارة.
وضمّت المنطقة الغربية أكبر عدد من الباحثين عن عمل إذ بلغ أكثر من 65 ألف باحث، وجاءت المنطقة الوسطى في المرتبة الثانية بعدد باحثين عن العمل بلغ أكثر من 31.9 ألف فرد، جاءت المنطقة الجنوبية في المرتبة الثالثة من حيث عدد الباحثين عن عمل بـ 13.5 ألف فرد باحث عن عمل، وأوضحت الوزارة أن عدد الباحثين عن العمل في المنطقة الشرقية في العام الماضي بلغ 7330 فردا.
الأسباب والحُجج
تشهد ليبيا خلال السنوات الأخيرة تصاعداً مطرداً في نسبة البطالة، حيثُ ساهمت العديد من العوامل في ارتفاع نسب هذه البطالة، تزامنًا مع تراجع نسب النمو الاقتصادي، مع مراعاة أن سوق العمل المحلي تحتضن العمالة المحلية، والعمالة الوافدة أيضًا، ما يعني أنها مصدر للعمالة ومستورد لها في آن واحد، إضافة إلى أن الهيكل الاقتصادي الليبي هش… لا يستطيع توليد العدد الكافي والملائم من فرص العمل، كما أن القطاع العام أصبح متخماً.
ولعل أحد أسباب انتشار نسب البطالة خصوصا بين الشباب هو عدم تقديم الحكومات الدعم الكافي لقطاع الأعمال، إضافة لضعف تأثير التنمية البشرية على الوضع الاقتصادي، خصوصا في البلدان النامية مثل ليبيا.
حلول واهية دون دراسة
إن شُحَّ الفرص وأحيانًا كثيرة انعدامها، يولّد لدى الشباب شعورا بالعجز والتهميش، ومن هذا المنطلق، انفجرت شرارة الاحتجاجات الشبابية في شهر أغسطس المنصرم، التي تطالب بإصلاح الوضع المعيشي والنظر في أبسط احتياجات هذه الشريحة المهمة، ولحلحلة هذا القضية، التي تعتبر من أكثر القضايا المحلية إلحاحًا، أصدر المجلس الرئاسي قرار بتولي وزير العمل والتأهيل مسؤولية إعداد حصر شامل للشباب الخريجين العاطلين عن العمل على أن تتوافر لديهم شروط التعيين والتدريب بالقطاع العام حتى نهاية سبتمبر المقبل.