البازين الفرنسي .. هل سينجح “ماكرون” في إعداده ؟
نجح البساط الإماراتي في أن يجمع “الغريمين” فائز السراج وخليفة حفتر كما يراههما الليبيون وكذا غيرهم، بعد محاولات عديدة في جذب هذه الأطراف في أماكن أخرى، وكان نجاح هذا اللقاء قد فتح باب الأمل لدى الكثيرين في أن تعود المياه الليبية إلى صفائها مع محاولة البعض تعكيرها في الأيام الماضية، وبقيت هذه المياه راكدة إلى حين إعلان باريس رسميا أنها ستستضيف لقاءً بين المشير ورئيس الرئاسي ..
في المشهد الاجتماعي الليبي وعلى مر الأزمان يتداول الشارع الليبي بنوع من الطرفة أن أي مشكلة بين طرفين أو عائلتين أو قبيلتين لا تحل إلا بالجلوس على مائدة أكل ومن المعهود لدينا أن “البازين” هو سيد المآدب في مناسباتنا الاجتماعية ومن ثم يتم تداول المشكلة التي ينتج عنها في أِغلب الأوقات تصالحا بين المتنازعين ..
ومع أن هذه الوجبة الأساسية في البيت الليبي لا يعيها الباريسيون ولا رئيسهم الشاب ماكرون ولكن المتصارعين في ليبيا يعرفون هذه الوجبة تماما ويعرفون أنها مرتبطة باللقاءات والمصالحات لدى المجتمع الليبي ويعون أيضا الطرفة التي تقول إن كل مشكلة لا تحل إلا بقعاد بازين .
فهل ستنجح فرنسا بعد عقد هذا اللقاء في سبك البازين وتجهيزه على طريقتها وتقديمه لكل الأطراف المتنازعة بعد فشل الجهود الأوروبية في أن يُعدوا ولو “قصعة” واحدة تجمع هذه الأطراف ؟ ..