الباحث عن مرقس يودّع قورينا
وكأن ليبيا على موعد مع الوداع، لتفقد مبدعين خلال يومين متلاحقين، فبعد أن شيعت طرابلس آخر وزير خارجية في العهد الملكي “علي الصادق حسنين”، رحل الباحث والكاتب “داوود حلاق”.
هام “حلاق” في البحث عن التاريخ في كهوف قورينا، ولم يتكئ على أطلال التاريخ فخراً بصنع الآخرين، دون أن يمحص ويبحث، ليدرس في “أوشاز الأسلاف” كهوف الجبل الأخضر، ويسرد سيرة “مرقص الإنجيلي” وكفاحه ضد الرومان، ليتبع ذلك بدراسة أدوات سكان كهوف الجبل الأخضر في دراسته “الفكر الحرفي”، وظلت دراسته عن “قلاع برقة” تحت الطبع إلى حين وفاته.
الباحث الذي ولد عام 1942، كما كتب عن التاريخ، نثر القصص للمستقبل، وشارك في كتاب حول مسيرة نادي مدينته “الصداقة شحات”، يحكي خمسينية النادي ما بين 1955 و2005.
قاوم “داوود” المرض في أيامه الأخيرة، ليرحل عن عمر يناهز 76 عاماً، ويترك “بذوراً خالدة” في تراب ليبيا، للقادمين خلفه في طريق البحث.