الباحث جيسون باك: ليبيا مثال على الاضطراب العالمي الدائم
استخدم الخبير ورجل الأعمال جيسون باك الصراع في ليبيا كنموذج مصغر لفهم الاضطراب العالمي في مؤلفه الأخير “الاضطراب العالمي الدائم”، حيث أكد أن الصراعات في ليبيا وفنزويلا واليمن وسوريا وشرق أوكرانيا يمكن أن تقدم أمثلة إضافية لنظريته القائلة: إن خطر الفوضى العالمية يشمل أكثر من الحروب الأهلية المتفاقمة. والأكثر تهديدًا هو عدم القدرة العالمية المتزايدة على الاستجابة بشكل استباقي، من خلال الحوكمة العالمية، لمواجهة التهديدات العالمية مثل تغير المناخ، والإرهاب، والجرائم الإلكترونية.
الكتاب كما وصفه موقع publicseminar عبارة عن تجميع لمقتطفات من منحة باك السابقة لمراكز الفكر، والتي تم تنظيمها في مناقشة لخمسة “ديناميكيات”. وتشمل ظهور الميليشيات المستقلة، صعود الحركات المتطرفة مثل داعش في الأماكن غير الخاضعة للسيطرة، دور حملات التضليل، بالإضافة إلى فصلين عن الاقتصاد الليبي.
وعلى الرغم من أن باك لا يناقش بشكل مباشر نظريات العلاقات الدولية الليبرالية، إلا أنه يُلقي باللوم جزئيًا على الأدوار التي لعبتها مؤسسات ما بعد الحرب التي تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار العالمي – صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة – بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى التي تدّعي أنها تعزز التعددية والتعاون، مثل منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وأشار باك إلى أن مثل هذه المؤسسات غير قادرة على الاستجابة لأزمات مثل تلك الموجودة في ليبيا، بسبب تضارب مصالح الدول الأعضاء. بل إنه يوضح كيف أن اعتماد قراري مجلس الأمن 1970 و1973، بناءً على مفهوم “مسؤولية الحماية”، والسماح بفرض عقوبات، وحظر أسلحة، ومنطقة حظر طيران لحماية المدنيين ضد قوات القذافي في عام 2011، بعيد عن التطبيق. بل إنه أفضى إلى سلسلة من إخفاقات التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة وساعد في تمهيد الطريق للفوضى في ليبيا.
وخلص باك إلى أن ليبيا أصبحت جزءاً من الاضطراب العالمي الدائم، مع التحذير من الحاجة إلى نوع من الإجراءات التصحيحية على المستوى العالمي – سواء كانت قيادة أمريكية جديدة، أو مؤسسات دولية تم إصلاحها، أو أي شيء آخر.