الانسحاب الأميركي من سوريا .. لمصلحة من الصفقة؟
تطورات متسارعة وتحليلات برزت بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب النصر على تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا وعزمه البدء في سحب قوات بلاده من هناك.
فقد كشف مسؤول بالإدارة الأميركية لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية أن نهاية الشهر الجاري موعدا لتجهيز كافة الخطط اللازمة للانسحاب السريع الذي قد يستغرق نحو 4 أشهر بحسب هذا المسؤول.
من جانبها نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أميركي تأكيده إجلاء كل موظفي الخارجية الأميركية من سوريا خلال 24 ساعة.
بدوره شدد السيناتور الجمهوري “لينزي غراهام” على أن قرار الانسحاب الأميركي في هذا التوقيت يمثل انتصارا كبيرا لتنظيم داعش الإرهابي وإيران وبشار الأسد وروسيا مبينا أن هذا القرار سيزيد من صعوبة الاستعانة بشركاء في المستقبل للتصدي للتشدد.
وقال وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية “توبياس إلوود” أنه لا يتفق مع ترامب بشأن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وفيما يبدو تناغما مع ما اختتم به “غراهام ” تصريحه أكدت قوات سوريا الديموقراطية “قسد” أن الانسحاب الأميركي يمثل طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم داعش الإرهابي.
وفي الوقت الذي وصفت فيه الخارجية الروسية قرار الانسحاب الأمريكي بعامل سيزيد من احتمالات التوصل إلى حل سياسي في سوريا شكك النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بالغرفة العليا للبرلمان الروسي “فرانتس كلينتسيفيتش” في نية واشنطن في الإنسحاب كليا من سوريا مبينا بأن الولايات المتحدة ستبقي قواتها الخاصة والجوية هناك.
وأضاف بأن روسيا ستبقى في سوريا وفقا للاتفاقيات بين موسكو ودمشق وستعمل على إنهاء الإرهاب كليا في البلاد خلال 6 أشهر فيما لو غادر الأميركيون.
أما المراقبون فقد أشار جانب منهم إلى أن الانسحاب الأميركي من سوريا سيؤدي إلى إطلاق يد روسيا وإيران في كامل البلاد وسيمكن الإيرانيين من خلق خط مباشر إلى حزب الله اللبناني لنقل السلاح عبر سوريا والعراق.
الجانب الآخر من المراقبين لفت الانتباه إلى نصيب تركيا من نتائج هذا الانسحاب الذي سيقود إلى تعزيز تواجدها في شمال شرقي سوريا بالقرب من حدودها الجنوبية.
هذا ولم يكد المراقبون يلفتون الانتباه حتى أرسل الجيش التركي تعزيزات جديدة نحو وحداته قرب الحدود مع سوريا ضمت مركبات عسكرية بينها ناقلات جنود مدرعة.