ترجمة خاصة
نشر موقع “THE INTERPRETER” مقالاً تناول فيه احتمالية ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية في ليبيا والعقبات التي ستواجهه.
في مارس، أعلن مسؤولون في الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا أن سيف الإسلام القذافي، سوف يقف مرشحاً للانتخابات الرئاسية الليبية المتوقع إجراؤها في ديسمبر.
استُقبل الخبر بحذر وشك. ومنذ إطلاق سراحه في يونيو من العام الماضي من سجن في الزنتان، لم يُنظر إلى سيف القذافي علانية وظل مكان وجوده مجهولاً.
وتكهن محللون بشأن فرص فوز سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية. أولاً، يجب عليه التخلص من بعض العقبات القانونية لترشيحه، لا سيما مذكرة اعتقاله التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، وحكم الإعدام الصادر غيابياً من قبل محكمة في طرابلس في عام 2015.
مشروع الدستور الليبي، المقرر أن يتم تبنيه بحلول سبتمبر بموجب أحدث خطة انتقالية للأمم المتحدة، يمنع المواطنين الذين لديهم سجل جنائي أو إدانة قضائية من الترشح.
في الوقت نفسه، صرّح صانعو القرار الرئيسيون، مثل غسان سلامة، الممثل الخاص للأمم المتحدة بأن أي قانون انتخابي يتم تبنيه في النهاية يجب أن يكون “مفتوحًا للجميع”، بما في ذلك سيف القذافي.
في حالة قبول سيف القذافي كمرشح من قبل اللجنة الانتخابية الليبية، فسيكون قادراً على الاعتماد على دعم عدد من القبائل الليبية، خاصة في الجنوب، ورشفانة وسرت، مسقط رأس والده معمر القذافي.
النظام الانتخابي الحالي في ليبيا، الذي اعتمد في عام 2014، عادة ما يفضل المناطق الشرقية والجنوبية من ليبيا بعامل من ثلاثة إلى ستة من حيث التمثيل. ومع ذلك، فإن نجل القذافي سيحتاج إلى كسب الأصوات من خارج دائرته القبلية لكسب الانتخابات الرئاسية.
لكي يكون سيف القذافي منافسًا، سيحتاج إلى كسب الدعم من قطاعين. أولاً، سيحتاج إلى دعم واحدة على الأقل من حكومات ليبيا، والأهم من ذلك، “ميليشياتهم”.
وعلى الرغم من خارطة الطريق التي تدعمها الأمم المتحدة للسلام، لا يزال القتال مستمراً في ليبيا.
وأشار قائد الجيش الوطني، المُشير خليفة حفتر، إلى أنه قد ينفذ صبره من عملية الانتقال التي تدعمها الأمم المتحدة ويسير إلى طرابلس.
لو حدث هذا، يمكن أن يلعب سيف القذافي دورا رئيسيا في إقناع القبائل في غرب ليبيا بالتحالف مع الجيش الوطني ضد المجموعات المُسلحة التابعة لحكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.
وأعلن حفتر مؤخراً أنه “غير منطقي” بالنسبة له خوض سيف القذافي للانتخابات الرئاسية في ليبيا، معتبراً أنه ليس لديه أي دعم شعبي.
وبالمثل، لم يعرب أي من الأطراف الدولية الرئيسية – الولايات المتحدة أو فرنسا أو إيطاليا أو مصر أو روسيا – عن ميلها إلى دعم سيف القذافي، على الرغم من أن أجزاء من مجتمع الأعمال الدولي ستستقبل بالتأكيد سيف القذافي.
هناك مخاطر لترشحه. لو كان سيف يعمل دون ولاء أي من الفصائل الليبية الرئيسية أو الجهات الدولية الفاعلة، فإنه لن يكون أمامه إلا فرصة ضئيلة للفوز بالرئاسة فحسب، بل إنه سيخاطر بتقسيم المشهد السياسي الليبي إلى أبعد من ذلك.
سيحتاج سيف القذافي إلى إقناع سكان ليبيا بقدرته على القيادة، خاصة بعد الحرب الأهلية عام 2011. إنه يسعى للاستفادة من الشعور المزمن بعدم الأمان وعدم اليقين الاقتصادي الذي ابتُليت به ليبيا منذ عام 2011.
في حين أن الحنين إلى الاستقرار النسبي لعصر ما قبل الانتفاضة العربية منتشر في جميع أنحاء المنطقة، واستياء الشعب من القذافي قد قل في السنوات الست الماضية، فيما لا تزال البلاد منقسمة.
بالنسبة إلى سيف القذافي، لحشد الدعم إلى ما وراء القبائل التي تدعمه تقليديا، فإنه سيضطر إلى مُجاراة متطلبات الحملة الانتخابية. في ليبيا لا تزال الانتخابات لعبة شخصيات. الظهور في الأماكن العامة من شأنه أن يشكل مخاطر كبيرة له. ومن المؤكد أن القيود المفروضة على تحركاته ستعرقل قدرته على كسب الأصوات.
الواقع على الأرض في ليبيا هو أن ولاء الميليشيات والوصول إلى المساعدات الخارجية أكثر أهمية من الدعم الشعبي في صراع ليبيا المستمر على السلطة.