الإعلان عن انتهاء مهمة الدفاع عن مجمع آزوفستال
بعد أسابيع من قصف عنيف وحصار خانق تعرض له مجمع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية المدمرة لإخضاعه للسيطرة الروسية؛ أعلنت قيادة الجيش الأوكراني فجر الثلاثاء أن مهمة الدفاع عن مصنع آزوفستال المحاصر التي نفذها من وصفتهم ب”أبطال العصر” انتهت، متعهدة بإنقاذ الجنود الذين ما زالوا محاصرين في الداخل، فيما لم تصدر السلطات في موسكو أي رد فعل حتى الآن على التطورات في آزوفستال.
كانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أعلنت الاثنين أن مائتين وأربعة وستين عسكريًا أوكرانيًا، تم إجلاؤهم الاثنين من المجمع، الذي يعتبر آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في المدينة، فيما أظهرت مقاطع مصورة لحظات وصول الجنود الأوكرانيين في وقت متأخر أمس إلى مدينة نوفوازوفسك، الخاضعة لنفوذ الانفصاليين المدعومين من موسكو، حيث جرى نقل بعضهم على محفات.
وأشارت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار إلى إخلاء ثلاثة وخمسين عسكريًا جريحًا إصاباتهم خطرة، لتلقي الرعاية الصحية، فيما نقل مائتان وأحد عشر آخرون إلى أولينيفكا عبر ممر إنساني، منوهة بأن هؤلاء العسكريين ستتم لاحقا «مبادلتهم».
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الأمر الأهم هو «إنقاذ حياة المقاتلين». فأوكرانيا بحاجة إلى أبطالها أحياء، بحسب تعبيره. وفي تفسير الخطوة قال قائد كبير في الوحدة المتحصنة أسفل المصنع إنه ينفذ قرارًا من القيادة العسكرية العليا لإنقاذ حياة الجنود، لكنه لم يشر إلى الاستسلام.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفتح ممر إنساني ينقل من خلاله الجنود الأوكرانيون الجرحى إلى المؤسسات الطبية في نوفوازوفسك، فيما أعلن عمدة ماريوبول فاديم بويتشينكو عن مقتل خمس عشرة امرأة من عناصر الجيش والقطاع الصحي في مصنع آزوفستال، واصفًا الأمر بالمأساة للشعب الأوكراني بأسره”.
وفي التطورات الميدانية، هزت سلسلة انفجارات عنيفة على نحو سريع ومتعاقب، مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا، كما قصفت القوات الروسية مدينة سيفيرودونيتسك، مما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، واندلاع حرائق داخل أحياء سكنية؛ وفق ما أفاد به حاكم المنطقة، ومن جانبه، أعلن حاكم دونيتسك المجاورة مقتل تسعة مدنيين وإصابة ستة عشر آخرين في منطقته.
ونجحت القوات الأوكرانية في استعادة السيطرة على جزء من الحدود في منطقة خاركيف، وفق بيان لوزارة الدفاع أشارت فيه إلى أن كتيبة تابعة لقوات خاركيف طردت الروس وتمركزت على الحدود، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت بصواريخ “عالية الدقة” مركزي قيادة أوكرانيين وخمسة مستودعات ذخيرة بالقرب من زابوريجيا، ومناطق مختلفة في دونيتسك.