الأوتاكو الليبي | Libyan Otaku
منى الفيتوري
الأوتاكو كلمة يعرفها متابعو الأنمي والمانجا بالدرجة الأولى. لذلك سوف يتم توضيح الكلمة أكثر للناس الذين لا يتابعون الأنمي إلا بمحض الصدفة. هي كلمة يابانية تعني الإدمان على الشيء. يعتبر هذا المصطلح في اليابان مهينا للأشخاص الذين لديهم هذا الهوس الشديد بألعاب الفيديو أو الأنمي والمانجا وغير ذلك. إلا إن كلمة “أوتاكو” انحصرت مؤخراً في الأنمي والمانجا.
يعتبر ذلك الهوس بمثابة الابتعاد عن الواقع إلى الخيال، وتضييع الوقت وربما خسارة المال في شراء الأجزاء العديدة من مجلات “المانجا” وشراء ملحقات الأنمي ومنها “الأوفا” التي تأتي في أسطوانات.
نرى أن الأمر غريب حقاً، ولكن نحن نعلم أن لكل بلد ثقافته ولكل أمة عادتها. وتنتشر مشكلة “الأوتاكو” عادةً في المجتمعات التي تعاني من مشاكل اقتصادية، اجتماعية أو سياسية. وعندما نتحدث عن اليابان فنعلم جيداً أنها من أبرز البلدان المتقدمة اقتصادياً. والمتعارف عليه هناك أنه يجب على الأفراد أن يكونوا منتجين ومثمرين في المجتمع. وبما أنها الأرض المنتجة لنمو الأوتاكو – بالإضافة إلى كونها البلد المنتج للأنمي والمانجا- فالمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها اليابانيون قد تكون بالفعل نتيجة الضغوطات التي تتطلب منهم بأن يكونوا منتجين في بلادهم.
“الأوتاكوز” يلقّب به المتابع المهووس بالأنمي والمانجا، ويعتبر ذلك الشخص غير الاجتماعي ومعتزل الجميع. وقد تصل به حالة الاعتزال تلك لأن يكون شخصية خطيرة على المجتمع، على الرغم من أنها متابعة لفن من الفنون الجميلة التي تجعل من الشخص محبا للحياة وليس العكس.
عندما نتحدث عن الأوتاكو الآن، فنحن نتحدث عن أنواع مختلفة وعديدة، وبمقارنة المعنى بين الأوتاكو الياباني والأوتاكو الليبي، نجد أن المعنى الليبي لهذا المصطلح يعني دلالة على محبة الفن وأي شخص يحمل هذا اللقب يعتبر من المشجعين الكبار للأنمي لكن بدون مبالغة أو تقديس كما في الأوتاكو الياباني.
البعض يعتبر أن الأنمي والرسوم المتحركة لها شكل واحد! فالمتابعون في الوطن العربي وخاصة في ليبيا، لا يعلمون أن لكل نوع تاريخا وبلدا منتجا، وهناك اختلاف واضح بالرسم والشخصيات والعيون الكبيرة وغيرها. فهم يستعملون كلمة “أنمي” للرسوم المتحركة اليابانية، بدلاً من “أنيميشن” التي تعرّف الرسوم المتحركة الأمريكية.
مؤخراً اكتشف محبو الأنمي (الأوتاكو) الليبي بأن الأنمي موجه لفئات عمرية مختلفة وذلك سبب تعلقهم به ومتابعة كافة أجزائه. وفي حقبة الثمانينيات تعلق البعض بالأنمي الشهير غريندايزر”Grendizer” وعدنان ولينا و”Future Boy Conan” وغيرها. أما في وقتنا الحالي شاهدنا متابعات كبيرة لعدد كبير من الأنميات المختلفة منها : أنمي ون بيس “One Piece” وناروتو “Naruto” دراغون بول “sDragon Ball” وأخيراً وليس آخراً الأنيمي الذي أحدث ضجة بسبب الجودة العالية في السيناريو، وهو مذكرة الموت أو مفكرة الموت “Death note” الذي يعتبر بوابة لكل المتابعين الجدد لهذا العالم الواسع.
وكذلك نخص بالذكر الأنمي هجوم العمالقة “Attack on Titan” . يعتبره البعض من أفضل الأعمال الفنية خلال السنوات الأخيرة بسبب الجودة والرسم والموسيقى. وما أثبت ذلك بعض مناقشات مواقع التواصل الاجتماعي التي تحكي عن الموسم الأخير من الأنمي الذي استطاع أن يخطف قلوب عدد كبير من متابعي مسلسل ” Game of Thrones” الذي كان سيئا بموسمه الثامن.
إذا نظرنا عن كثب نجد أن بعض الأنيمات توجّه رسالة مخفية أو شعورا لا إراديا بتحقيق حلمك مهما كانت الأزمات والعقبات. كشخصية “لوفي” الذي بدأ من الصفر حتى أصبح ملك القراصنة و”ناروتو” اليتيم الذي كان ينظر إليه أهل قريته نظرة كره إلا أنه وصل لأعلى المراتب وأصبح الجميع يحترمه ويقدره.
يفضل محبو الأنمي في ليبيا تسمية أوتاكو، الذي يعتبر مخالفاً تماماً عن معنى الأوتاكو الياباني. الأوتاكو العربي بشكل عام، لم يقم بأفعال غريبة قد تستدعي القلق، لأن محبتهم تقتصر على القصص والشخصيات. بالإضافة إلى اكتساب الثقافات المختلفة. بالنظر إلى الدراما بشكل عام وتأثيرها على المشاهد نجد أن بعضاً من مسلسلات الأنمي تترك ابتسامة على الوجه، أو دمعة تتحرك بها مشاعر مخبّأة، تفيض في المشهد الأخير.