الأمم المتحدة: الغوطة الشرقية في سوريا تواجه كارثة كاملة
قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا اليوم الخميس إن 400 ألف شخص محاصرون في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق ويواجهون “كارثة كاملة” نظرا لمنع وصول المساعدات الإنسانية مضيفا أن مئات الأشخاص في حاجة لإجلاء طبي عاجل.
وأضاف للصحفيين في جنيف بعد اجتماع عادي بشأن مهام الأمم المتحدة الإنسانية في سوريا أن سبعة مرضى توفوا بالفعل لعدم إجلائهم من الغوطة الشرقية، وأن 29 آخرين على شفا الموت بينهم 18 طفلا.
وتابع إيجلاند “قدمنا تقريرا شديد القتامة من جانب الأمم المتحدة. أشعر وكأننا نعود الآن لبعض من أسوأ أيام الصراع مرة أخرى… الخوف أننا نعود الآن لمدنيين محاصرين وسط تبادل لإطلاق النار في العديد من المحافظات في وقت واحد”.
وقال عن المنطقة المحاصرة من الجيش “الوضع في الغوطة أسوأ منه في أي مكان آخر”.
وأضاف أن المنطقة الواقعة إلى الشرق من دمشق “مغلقة بالكامل” منذ سبتمبر أيلول مما يترك قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة وعمليات الإجلاء التي تمثل شريان حياة مهم في مواجهة “جدار بيروقراطي من التقاعس”.
ومضى يقول “لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل. إذا تمكنا من توصيل نسبة ضئيلة فقط من المطلوب سنواجه كارثة كاملة”.
وأضاف “ماذا عن وقف لإطلاق النار الآن في هذه المنطقة وضوء أخضر لكل عمليات الإجلاء الطبية؟”
وتابع أنه بالإضافة إلى المصابين في القتال فإن هناك أعدادا متزايدة من الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد وهو ما يعني إنهم قريبون جدا من الموت.
وقال إيجلاند “لماذا يمنع رجال في الخمسينيات والستينيات من العمر مثلي النساء والأطفال من الحصول على الخدمات الطبية التي ستنقذ حياتهم؟ هذا أمر يفوق خيالي. قد يتغير الأمر غدا”.
والتقى مسؤولون من روسيا وسوريا والأمم المتحدة في دمشق في محاولة للخروج من المأزق في الغوطة الشرقية وبالنسبة لنحو 55 ألف مدني محاصرين عند الحدود الأردنية في منطقة مهجورة يطلق عليها بيرم.
وقال إيجلاند “الاجتماع الأول لم يسفر بعد عن كل النتائج الملموسة التي نحتاجها لكن لدينا شعورا قويا بأن الاتحاد الروسي يريد لنا الوصول ويريد مساعدتنا، لذا نأمل أن تسفر هذه الآلية الثلاثية عن نتائج”.
ولم توزع أي مساعدات في منطقة بيرم منذ يونيو حزيران لكن الولايات المتحدة وروسيا وآخرين عملوا على خطة مفصلة لتقديم مساعدات من دمشق.
وبرغم الجهود الدبلوماسية لإقامة “مناطق خفض تصعيد” لا يزال القتال يدور في عدة مناطق بما في ذلك حلب وأدلب ودير الزور وحماه ويُحاصر المدنيون خلال تبادل إطلاق النار.
وقال إيجلاند إن الحرب في سوريا استمرت لفترة أطول من الحرب العالمية الثانية والإمدادات استنزفت، لذا فإن فصل الشتاء القادم سيكون الأكثر قسوة خلال الحرب كلها حتى لو كان الأخير.
وأضاف “هذه كارثة صنعها الإنسان.. يمكن أن تنتهي”.
عن: (رويترز)