الأفغان يُقدّمون لليبيين “عرضاً مفيداً”
218 | خاص
قدّم الأفغان خلال الأسابيع والأيام وحتى الساعات القليلة الماضية ما بدا أنه “درس إصرار وعناد” لكل شعب يتشابه معهم حول العالم في الظرف السياسي القاسي، الذي لا يلغي حق هذه الشعوب في استدعاء صناديق الاقتراع في اللحظات الحاسمة، على أمل أن تأتي هذه الصناديق بـ”الأصلح والأفضل” لإخراج البلاد من “نكباتها وأزماتها”، إذ كان لافتا بحسب وسائل إعلام عالمية الطوابير الطويلة التي اصطف فيها الأفغان رغم حرارة الشمس المرتفعة، والمخاوف الأمنية، وتردي شبكة الخدمات العامة من أجل وضع صوتهم في صناديق الاقتراع.
تقول أوساط دولية مواكبة إن “الظرف الأفغاني” شديد الشبه بـ”التدهور الليبي”، لكن “الرسالة الأفغانية” التي أُرْسِلت لليبيين مفادها أن الظروف السيئة يجب أن تكون دافعا للتغيير، واختيار طبقة سياسية جديدة لتفويضها بالعمل والإصلاح، والسعي لاستبدالها في أول انتخابات تالية إذا لم تكن بمستوى الآمال والمطالب والطموحات، وهو ما يحدث فعلا في الديمقراطيات العريقة، فيما تقول أوساط أخرى إن فتح صناديق الاقتراع في ليبيا هو أمر من شأنه أن يضع حدا لطبقة سياسية لم تُقدّم أي شيء مع “اتهام أممي” بـ”نهب منظم” لميزانية المال العام، واستدعاء طبقة جديدة لكن مع إخضاعها لرقابة القانون.
يقول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن الديمقراطية في أفغانستان الممزق بصراعات أهلية عمرها عدة عقود هو أمر لا يُغري أيا من الشعوب، فالتفجيرات الإرهابية لم تخل منها أي مدينة أفغانية اليوم السبت مع فتح صناديق الاقتراع، عدا عن عدم قدرة فريق إدارة الانتخابات على مسائل تقنية ولوجيستية، لكن “الدرس الأفغاني” يكمن في “الأمل بالتغيير”، فمواطن أفغاني بدا أمام التلفزة العالمية وهو يختصر الحكاية: “الإرهابيون يريدون قتلنا، ومثلهم يفعل الساسة بوسائل مختلفة، لكن بتصويتنا نحاول أن نقتلهم معاً”.