الأسد بلا “وسام الشرف” الفرنسي .. بعد 17 عاماً
يُعْتقد أن قراراً فرنسياً “نهائياً” سيصدر في غضون ساعات وربما أيام قليلة عن أعلى المستويات في فرنسا بشأن الرئيس السوري بشار الأسد الذي تلقت منشآت عسكرية تابعة له “رشقة صاروخية فرنسية” فجر يوم السبت الماضي ردا على “تأكيدات وأدلة” دولية بشأن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي في مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، لكن تلك الصواريخ “لم تشف غليل” باريس التي تستعد ل”عقاب معنوي آخر” ضد الأسد.
بعد عام واحد من تولي الرئيس السوري الرئاسة خلفا لحافظ الأسد، فقد قام بزيارة تاريخية للعاصمة الفرنسية باريس، إذ صعد الأسد الإبن درجات قصر الإليزيه للمرة الأولى عام 2001، إذ قرر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك منحه وسام “جوقة الشرف” وهو أعلى وسام رئاسي فرنسي منذ عهد الثورة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، وهو الوسام الذي قاد إلى توجيه “اللوم والاستنكار” بشأنه تجاه باريس، إذ اتهم النظام السوري في عهد الأب والإبن ممارسة الحكم ب”الحديد والنار”، لكن باريس دافعت عن منحه هذا الوسام بأن الأسد الإبن يقوم بخطوات إصلاحية لم يكن مسموحا الهمس بها على عهد والده، في إشارة ضمنية إلى ما عُرِف سورياً ب”ربيع دمشق”، وهي أجواء إصلاحية لم تدم طويلاً.
القرار الفرنسي المرتقب سيجعل الرئيس الأسد من دون الوسام الفرنسي، إذ علّق العديد من المغردين السوريين المعارضين بأن “الأسد سيصبح بلا شرف”، فيما فضّل آخرين القول إن الأسد أصبح “عديم الشرف” منذ قتله لأول سوري بعد انطلاق الثورة في مارس 2011، لكن موالين للأسد قالوا أن باريس منحت الوسام للأسد في 2001 بحثا عن دور لباريس في سوريا، وهي تسحبه اليوم بحثا عن دور ما في سوريا، لكن في الحالتين –وفقا للمعارضين- فإن الوسام الفرنسي لا يُساوي شيئا، علما أن دمشق الرسمية لزمت الصمت على قرار فرنسي من هذا النوع.
يقول الفرنسيون في وسائل إعلام عدة إن الإجراء ضد الأسد ليس سياسياً، وقد نُفّذ هذا الإجراء من قبل بحق أدباء ورياضيين مُنِحوا أوسمة فرنسية لكنها سُحٍبت منهم بعد ثبوت ارتكابهم لجرائم أخلاقية وجنسية معيبة، يصبح معها استمرار هذا الوسام “إساءة” لفرنسا، وهو ما يجري اليوم مع الأسد الذي تتهمه باريس أو بالمجتمع الدولي بأنه قتل عددا كبيرا من شعبه ب”أسلحة محرمة”.