الأسئلة الصعبة تسبق الملتقى الجامع قبل انعقاده
من سيؤمن الملتقى؟ هل قوات ليبية مشتركة من الجيش الوطني وأخرى تابعة للأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوفاق؟
تقرير 218
بعد الإعلان عن موعد انعقاد الملتقى الوطني الجامع، والتحركات السياسية في مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والجهات المحلية في ليبيا، للتنسيق والتشاور حول إمكانية التوافق العام الذي يضمن نجاح الملتقى، طفى على سطح الأحداث الساخنة في ليبيا، خبرا قد يكون عابرا في زحمة الفوضى التي تشهدها عدة مناطق في ليبيا، وقد يكون هامًّا يتطلب الكثير من العمل، وهو تحذير السفارة الأمريكية في ليبيا، من هجوم وشيك قد يحدث اليوم السبت في العاصمة طرابلس.
وهذا التحذير الذي أعلنت عنها السفارة في وقتٍ متأخر من ليلة أمس، أضاف أن الهجوم قد يستهدف مرفقا حيويا في العاصمة، وعليه طالبت رعاياها بمغادرة طرابلس على الفور، وأن لا يقوموا بأي زيارات لمقر البعثة الأممية.
وعلى الصعيد الرسمي في ليبيا، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، أن تقاريرها قد كشفت أن لا وجود لمفخخات داخل مقر البريد المركزي في طرابلس، وأنها تعمل على إصدار بيان رسمي يكشف نتائج التحقيقات حول ما أُعلن عنه قبل يوم عن وجود أجسام مشبوهة داخل مقر البريد.
حماية البعثات والجسم المشبوه:
وبالرجوع إلى بداية الحكاية التي تعاملت معها السفارة الأميركية في ليبيا ووزارة الداخلية في حكومة الوفاق، فكانت في إعلان الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية، عبر صفحتها، عن وجود جسم مشبوه في مقر البريد المركزي في طرابلس، التي أرفقته بصورة الجسم المشبوه، واوضحت:“على تمام الساعه 1،48صباحا وردت إشارة هاتفية بوجود جسم مشبوة أمام بريد شارع الزاوية على الفور تم توجية فريق المتفجرات التابع إلى الأمن الدبلوماسي وتم التعامل معه ومزال التفتيش جارى”.
مجلس النواب يشترط قبل الملتقى:
وفي ملف الملتقى الجامع، أوضح بيان لأعضاء مجلس النواب التزامهم المشروط للتعامل مع أي توصيات تصدر عن الملتقى الجامع حال انعقاده، مشيرا أن المجلس لم يتلقَ إلى الآن أيّ دعوة للمشاركة في الملتقى حتى الآن. ومُحذرا في بيانه من أي محاولة لجرّ ليبيا إلى مرحلة انتقالية جديدة قد تدخلها في مزيد من الفوضى.
حضور حفتر للملتقى “حاسم” :
في متابعة الصحافة الدولية، لمجريات الحدث الأبرز التي تنتظره ليبيا، ذكر موقع “أنسامد” الإيطالي أن حضور القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر للملتقى الجامع يُعتبر أمراً مهماً وحاسماً بالنسبة لمُخرجات الملتقى، ولمّح الموقع أن حكومة الوفاق تمثل الواجهة السياسية وأن القيادة العامة للجيش الوطني تمثل الجهة العسكرية في ليبيا.
المشري وتجديد الحوار مع البرلمان:
كان رئيس المجلس الاعلى للدولة، قد سارع فور إعلان المبعوث الأممي غسان سلامة عن موعد الملتقى، إلى دعوة رئيس البرلمان عقيلة صالح لتجديد لقاء لجنتي الحوار لوضع اللمسات الأخيرة حول إعادة تشكيل السلطة التنفيذية من رئيس ونائبين ورئيس حكومة منفصل، ولم يخفي المشري أن هذه الدعوة تأتي لاغتنام فرصة قرب عقد الملتقى.
وليامز: لاتهميش لأحد في الملتقى:
البعثة وعبر نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني وليامز، طمأنت جيمع الاطراف في ليبيا، أن الملتقى لن يقصي أحدا من المشاركة، خلال زيارتها لمدينة الزاوية واجتماعها مع ممثلين عن الشباب والنساء والمجتمع المدني وشيوخ وأعيان وسياسيين في المدينة.
إيطاليا: داعش قد يعود لليبيا:
وفي الحراك السياسي للملتقى الجامع، يطلّ تحذير رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، من الخطر الذي يحمله مُقاتلو داعش الذين فرّوا من سوريا نحو مناطق شمال أفريقيا بينها ليبيا، برأسه مع اقتراب الاستحقاق المرتقب، ما يجعل موعد طرح الأسئلة الصعبة قد حان، والتي منها، هل ينجح الملتقى في دعم الأجهزة الأمنية والعسكرية وتوحيدها، قبل الشروع في الانتخابات؟
من سيؤمن الملتقى؟
ما بعد التحذير الأمريكي وقبله الإيطالي الذي يكشف أن ليبيا مازال تُشكّل خطرا كبيرا على المنطقة، وأن داعش قد يعود في أي لحظة، مازالت بعض الأمور المتعلقة بالملتقى، غامضة وأهمها، من سيؤمن الملتقى؟ هل قوات ليبية مشتركة من الجيش الوطني وأخرى تابعة للأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوفاق؟ أم أن البعثة الأممية ستعمل على طلب الحماية الدولية “اللوجستية”، نظرا لأهمية الشخصيات الحاضرة على المستوى المحلي، والدولي خصوصا بعد ورود أنباء عن إمكانية حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس؟
وليس ببعيد عن هذه الاحتمالات، يأتي في سياق الدعم العسكري ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن المشترك، وصول السفينة الحربية الأمريكية “يو أس أس ايرلينغتون” التي رست بميناء حلق الوادي شمال العاصمة التونسية، غامضًا بالنسبة للحراك العام في ليبيا، خصوصا بعد التحذير الأميركي عن هجوم وشيك قد تتعرض له طرابلس، وإمكانية التعاون المشترك مع دول الجوار في تتبع الحركات الإرهابية والتي تهدف لزعزعة أمن المنطقة ككل لا ليبيا وحدها، ما يجعل السؤال الأهمّ في ليبيا اليوم، هل يُمكن تأمين الملتقى الوطني الجامع؟ كإجراءٍ احتياطي على الأقل، من استغلال أطراف معرقلة لأي تسوية سياسية في ليبيا، تعمل على صُنع الفوضى والإرهاب حين يتعارض المشهد العام في ليبيا، مع أفكارها المتطرفة.